سطوة الولاءات
عبدالخالق النقيب

مقال
عبدالخالق النقيب –

مقال
• تحدد موعد الحوار أخيرا وقد مضى الكثير من الوقت دون انفراج ملحوظ الغموض وحده هو ما يتراكم ويتكدس بعقده وتداخلاته كل يوم الأيام تصر إلا أن تكون حياتنا ومستقبلنا طي المجهول ما يجب أن يكشف من حقائق واستدلالات يجلب لها من المسوغات والذرائع ما يكفي لمداراتها والحرص على مواربتها وفي أحيان كثيرة يتحول إلى منطلق تفرضه المرحلة وتقتضي المصلحة الوطنية فعله مدى الدهر فيما لا يأبه أحد أمر الشعب ومرارته وهو يستمر في النزيف ودفع الثمن يبدو الشعب وسط هالة التجهيل كما لو أن قدرا يعمد في ترويضه على صبر ما لا يحتمل ولا يطاق وإعداده للتحمل والمكابدة فيما لا أظن أن اليأس قد تملكه كلية هو اليوم ينذر ما تبقى من وهج أمل للحوار ومخرجاته .
• حتى اللحظة لازالت كثير من أسرار الغموض تلتف حول القضايا العالقة والأكثر حساسية وتعقيدا لم يعد خفيا على أحد أن ثمة متربصا بالمستقبل والحياة برمتها يتفاقم حرصه على تأجيج ما يزيد من حدة التعب والألم ذلك هو المناخ الذي يروقه كثيرا ويمكن أن يمنحه فرصة التنفس بأريحية تامة حين يعيش ويفرض علينا العيش في ظله يختاله زهو مفرط وينتابه شعور الهيمنة ويستلذ بنكهة التملك الشهواني المجرد من الأخلاق الاضطراب والانقسام وعدم التوافق يمكنه من جني المزيد من الأرباح ويمنحه الفرصة الكافية ليدر المزيد من المكاسب السياسية والجهوية .
• خطر لي لو أننا جميعا تحررنا من سطوة الولاءات الحزبية والقبلية والعسكرية وتخلصنا من تلك القيود التي نفرضها على أنفسنا بفعل التراكمات المزمنة والانخراط مع الأفعال الابتزازية الحقيرة التي تعتملها الزعامات والمنظرون ويشرع لها الفكر المتوغل في كيان وأنسجة الأطراف والأقطاب السياسية والقبلية والعسكرية كما أن الأمر سيكون مريحا بالنسبة إلينا ونحن نمضي إلى المستقبل ونلجه عبر الحوار مزعج أن ينتابك إحساس باشتراكنا في الحياة المتعثرة والمستقبل الغامض ألم نعتد التصفيق والهرولة خلف المواقف التي تقررها الزعامات دون أن نلجأ لإعادة تقييمها أو حتى قراءتها والتفكير مليا فيها نكتفي بالسمع والطاعة وترديد ما يملونه دون إدراك بالمغازي البعيدة وعواقب الطريق الذي نمضي فيه.
• لماذا نتفق ونختلف ونسخط ونحقد ونعادي ونمضي دون إدراك بحجة الولاء والسمع والطاعة ونكبل حريتنا وإرادتنا بترهاتها ونمنع عن المستقبل والحياة التي نحلم بها أن تنطلق بخطى وثابة نعيش ديكتاتورية مغلفة ونذعن لاستبداد مبطن بالركض خلف الأفكار المترهلة دون إرادة متحررة .
• البلاد على بعد خطوة واحدة من التحول سيكون ذلك على قدر براعتنا في التقاط الفرصة والتحرر من عقد الماضي وترسباته صرنا قاب قوسين أو أدنى من الحوار المواطن البسيط يرمي آماله عليه رغم الضجر الذي يحيط بحياته ويسكن خياله نتطلع للحوار ونثق أن للحجر الرابض أمامنا أن يتزحزح وبإمكاننا أن نحتضن المستقبل بكل أمل وتفاؤل فقط علينا أن نخلص النوايا ونتحرر من سطوة الولاءات ونهب كل ولاءاتنا لهذا الوطن ونرمي أبصارنا على هذا الشعب ولو لمرة واحدة ..