اوبرا ومترات!

عبد الرحمن بجاش

 - 

                         
يحدثني صاحبي عند الهزيع الأخير من الليل وكنا في فندق من فنادق تعز التي تفرض عليك مقابل النوم فقط مبلغا كبيرا, ولا تزود غرفتك بقطعة صابون باعتبار أن المياه في تعز قد غادرت أجسام الناس من زمن طويل, لذلك ما الداعي للصابون¿ قلت: بالفعل و
عبد الرحمن بجاش –

يحدثني صاحبي عند الهزيع الأخير من الليل وكنا في فندق من فنادق تعز التي تفرض عليك مقابل النوم فقط مبلغا كبيرا, ولا تزود غرفتك بقطعة صابون باعتبار أن المياه في تعز قد غادرت أجسام الناس من زمن طويل, لذلك ما الداعي للصابون¿ قلت: بالفعل والتراب ينظف الجسم أفضل! لا أدري كيف ذهب بصاحبي الخيال بعيدا , فبدا يهذي ويقول: سأكلم مدير الثقافة غدا يقترح أن يكون لتعز أوبرا, لم أرد عليه لأن صوت (متر) شق جوف الليل – تبين بعدها أنها مترات وليس واحدا فقط !!- ليعود رافعا صوته: قلت أوبرا, لم أرد عليه لأن الرد كان يعني أن علي أن أضربه بما تصل إليه يدي, ذاك الرد هو الأفضل في ظل حديث كذاك الذي كان يهذي به, ولم أعد أدري هل كان نائما أم أن النوم قرر أن يهجره ويذهب إلى أقرب عاقل وليس قسم شرطة ليشكو مترات تزعزع راحة الناس وتقلق نوم الأطفال طوال الليل, فلا تعد تدري متى يكون النهار نهارا كمدن الكون, ومتى يكون على الناس أن يستمتعوا بليل لا وجود له في تعز ونهار يريدوه محل شك!, ولا أدري كيف يحسب المخزنون تعاقب الليل والنهار, فعامل محطة البترول وكنا قد قررنا الرحيل عند الرابعة صباحا نحو الجبال تكوم خده بقلعة من عيدان ماوية, وتعلقت (الروثمان) بين أصبعيه وراح يعبي السيارات ما يتوفر من بترول, أجاب على سؤالي وبدون اكتراث (وأنت مو دخلك أخزن الصبح وإلا الظهر, أنتم راكبون سيارات ونحنا نشتي نشتد), قلت الله يشدك , لكن أيحين تنام ¿ – مش شغلك … وذهب . صاحبي يصر على أوبرا في المدينة وأنا أتذكر سينما بلقيس , والتي تحولت إلى (مجزرة) وقصر سبأ التي تفرح الناس حيث هي الآن صالة أفراح! أما سينما 23 يوليو فلا أدري مصيرها¿, عدت أحدث نفسي: هل سيكون على الأوبرا أن تفتح أبوابها ليلا¿ أو نهارا¿ طيب والمترات¿, قبل القات أم بعده¿ وحين يأتي إليها عشاق الفن الأوبرالي من حافة اسحاق تحديدا باعتبار أن بدايات المسرح التعزي بدأت من دكان بيت صدام التي بجانب بيت المخلافية صاحبة البطاط فهل سيأتون بالزنان¿ أم بالعسوب! وبالشنابل سيدخلون أم حافيي الأقدام¿.
في مصر ولن نذهب إلى اليابان يدخلون بالبدلة الرسمية ولا يمكن لأحد أن يدخل بدونها بل هو محرم! .. السؤال يتبع السؤال والمتر عند الرابعة صباحا يتبع المتر ولا تدري متى ينام الناس في تعز – ربما عصرا – وحديث الأوبرا يلاحقني كظلي … وأنا أتمتم: يا الله أعن هذا الشاب الحالم بمحافظة أفضل وليس بمدينة فقط, فهل تترك له المترات حاله¿ هنا السؤال ………..

قد يعجبك ايضا