إعلان تعز عاصمة للثقافة سيحدث نقلة كبرى على مستوى الوطن

حوار سلطان مغلس

حوار / سلطان مغلس –
قرار إعلان “تعز” عاصمة ثقافية لليمن ’ مثل أهمية كبرى في تكوين البنية التحتية الثقافية المتكاملة للمحافظة وإعادة ترميم المتاحف والآثار والمخطوطات والاهتمام بها بعد تعرضها للإهمال طويلا , وتكوين المجمعات الثقافية والأدبية والفنية والمسارح والمكتبات العامة ليتلاءم الواقع مع القرار وخلق توعية ثقافية حقيقية في أوساط المجتمع , يقول وزير الثقافة الدكتور عبد الله عوبل منذوق إن القرار أعاد الاعتبار لتاريخ “تعز” ومجدها الحضاري والتنويري والثقافي على مر العصور , ويعتبر عوبل القرار اللبنة الأساسية لتكوين الدولة المدنية الحديثة من الحالمة ص”تعز ” والتي ناضل وضحى من أجلها جميع أبناء الشعب اليمني , وزير الثقافة وفي هذا الحوار المقتضب الذي أجرته معه “الثورة” بمحافظة تعز على هامش زيارته الأخيرة للمدينة والاطلاع على الترتيبات الأخيرة لتدشينها رسميا كعاصمة ثقافية حث جميع فئات وشرائح المجتمع إلى التعاون الجاد والكامل وبذل الجهد الأقصى من أجل إخراج هذا المشروع إلى النور..فإلي حصيلة اللقاء:
< صدر القرار الجمهوري باعتماد محافظة تعز عاصمة ثقافية للجمهورية اليمنية , كيف سيتم تنفيذ القرار¿
– أولا شكرا لصحيفة الثورة , وبالنسبة للآلية التنفيذية لتنفيذ القرار فقد تم تشكيل لجنة مشتركة من المحافظة والوزارة لتنفيذ القرار ووضع الخطط والرؤى لتعز عاصمة ثقافية , والعمل يسير بشكل جيد بالتنسيق مع قيادة المحافظة والفرق العاملة حتى يبدأ التدشين رسميا والذي من المقرر إقامته في مارس القادم وسيتضمن التدشين أنشطة ومهرجانات ثقافية وفنية وإبداعية وهو برنامج طويل سيستمر طويلا وبقدر ما هو متاح وحسب الإمكانيات المتورة حتى يتوفر الدعم الكامل واللازم للمشاريع الكبيرة والتي اقترحناها في الخطة.
ومشروع تعز كعاصمة ثقافية هو مشروع لأبناء تعز جميعا وهي مسئولية أبناء الوطن أيضا ولكن على أبناء تعز أن يساهموا ويدعموا هذا المشروع ويجب أن يرفدوه بالإمكانيات اللازمة وهو مشروع وطني جبار ستكون نتائجه وآثاره على الوطن بشكل عام ويعتبر رد اعتبار لتعز ودورها التاريخي الذي لعبته خلال المراحل التاريخية الماضية.
ما طبيعة تلك المشاريع المقترحة¿
– بالتأكيد فتعز بحاجة لبنية تحتية متكاملة يتواكب مع القرار , وبحاجة لجهود كبيرة ومخلصة ولابد من تأهيل وترميم المتحف الوطني وقلعة القاهرة بدرجة أساسية كمرحلة أولى , ويجري العمل فيهما حاليا وبعدها سيبدأ مشروع الاستثمار وتأهيلهما سياحيا واستثماريا , فلابد أن يؤهل المتحف ويجهز بطريقة وفقا للمعايير العالمية وبقية المتاحف والمعالم الأثرية والتاريخية التي تزخر بها المحافظة , ويجب أن يواكب تلك الأعمال إحداث توعية ثقافية وبيئية عامة والعمل على تنظيف المدينة والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة وإثراء الواقع بكل ما هو جميل.
< هل أعددتم خطط لذلك¿
– نعم أعددنا خطط وننتظر توفير الإمكانيات.
< وفي حال تأخر وصول الإمكانيات وتوفيرها¿
– نحن بالتأكيد لن ننتظر حتى يأتي الدعم الحكومي ونحن نعمل وفقا لما هو متاح ومتوفر لدى المحافظة والوزارة , وحتى الآن لم يتم توفير الدعم اللازم ونعمل حاليا بما هو مستطاع , فمثلا لدسنا مشروع يوم المسرح العالمي وسنقيم في تعز أكثر من 7 مسرحيات وسيتم فتح قناة ثقافية خلال العام الجاري في تعز , ومؤسسة السعيد للعلوم والثقافة ستصدر مجموعة من الكتب وستقام عميلة تأهيل وترميم لكل المعالم والمتاحف وإنشاء مكتبات عامة ومعارض للفنون , كما سيتم تأهيل الشوارع وإحداث بنية تحتية شاملة فيما يتعلق بالتراث والمتاحف والآثار والعمل يجري في البحث عن مصادر تمويل لكونها مشاريع عملاقة وتحتاج لمئات الملايين من الدولارات وهي الأساس في أن تتحول تعز الى عاصمة للثقافة.
< معالي الوزير , ما هو المطلوب فعلا من تعز أن تنتجه كعاصمة ثقافية¿
– نريد لهذه المحافظة أن تكون كما كانت عليه دائما , منبرا للثقافة والرأي الحر ومصدرا لنشر الثقافة والقيم الاخلاقية , ونريد لهذه المحافظة أن تكون شعلة للتنوير على مستوى الوطن كله لأن هذه المحافظة لعبت دورا في الحركة الوطنية اليمنية والحركة السياسية وتشكيل الأحزاب وتطوير الصحافة وأبنائها الذين ساهموا بشكل فاعل في مختلف المجالات , كما في مجال الرأس المال الوطني , والمحافظة ستستعيد هذا الدور.
وإذا انتعشت الحركة الثقافية في تعز سيتغير وجه اليمن بأكمله لأننا نتوقع أن الدور الثقافي الذي تلعبه تعز لا ينحصر داخلها فقط وإنما في جميع المحافظات ونتوقع نهضة ثقافية ونهضة تغيير من وجهة المجتمع اليمني تساعد على أن يأخذ اليمن دوره بين الشعوب المتطورة والمتحضرة , ونحن في أمس الحاجة إلى التعاون من كل الجهات وبذل الجهد الأقصى من أجل إخراج هذا المشروع إلى النور لأن فشل هذا المشروع سيؤدي إلى فشل