فالنتاين‮ “‬الشمة‮” ‬والمداعة

خالد الصعفاني‮ ‬

 - الحب في‮ ‬حدة وفي‮ ‬الاصبحي‮ ‬يبدو متوهجا أكثر منه في‮ ‬الجراف أو الحصبة أو في‮ ‬الدائري‮ ‬حيث احتضن الحي‮ ‬الاخير في‮ ‬شوارعه وأزقته ربيع اليمن الكبير‮ .. ‬بدا لي‮ ‬ذلك وأنا أتجول في‮ ‬العاصمة‮ ‬يوم الرابع عشر من فبراير اليوم المخصص وفق المجتمعات الغربية للحب إهداء‮ ‬واحتفالا‮ ..
خالد الصعفاني‮ ‬ –
الحب في‮ ‬حدة وفي‮ ‬الاصبحي‮ ‬يبدو متوهجا أكثر منه في‮ ‬الجراف أو الحصبة أو في‮ ‬الدائري‮ ‬حيث احتضن الحي‮ ‬الاخير في‮ ‬شوارعه وأزقته ربيع اليمن الكبير‮ .. ‬بدا لي‮ ‬ذلك وأنا أتجول في‮ ‬العاصمة‮ ‬يوم الرابع عشر من فبراير اليوم المخصص وفق المجتمعات الغربية للحب إهداء‮ ‬واحتفالا‮ .. ‬وفي‮ ‬كل فبراير من كل عام‮ ‬يتذكر العالم ذكرى‮ “ ‬طيحة‮ “ ‬القديس فالنتاين بسبب الحب ويزج العرب أنفسهم في‮ ‬المناسبة حتى وهي‮ ‬تبدو إلى حد كبير‮ ‬غريبة علينا وغير متوافقة مع طباع الأعراف وروح المجتمعات المحافظة في‮ ‬الأساس‮ .. ‬
ومع كل فالنتاين خصوصا في‮ ‬السنوات الاخيرة حين اصبح العربي‮ ‬امام فضاء مفتوح لكل شيء‮ ‬‭ ‬يشتبك طرفان متنازعان في‮ ‬شأن عيد الحب ومن منا لم‮ ‬يتابع موجة الفتاوى المحرمة للعادة المستوردة واعتبارها رجسا‮ ‬من عمل الشيطان‮ ‬‭ ‬وكذا سيل التقليد للاحتفاء بهذا اليوم خصوصا وسط شريحة كبيرة من الشباب‮ “ ‬الكاجوال‮ “ ‬وهم في‮ ‬الأساس جمهور المدرسة التركية في‮ ‬الدراما الرومانسية أو منتسبو معاهد وكليات اللغة العديدة في‮ ‬بلادنا والعالم العربي‮ .. ‬هؤلاء‮ ‬يهمهم أمر الاحتفاء ولو بالرمزية بينما أولئك‮ ‬يلعنون كل مقلد ويرجمونه بحجار الفتاوى المتلاقحة‮.‬
شخصيا لا‮ ‬يهمني‮ ‬أن أقف مع طرف فالتقليد في‮ ‬السطحيات والكماليات لا‮ ‬يقود لتقديم الذات بكفاءة ونحن نعيش القرن الحادي‮ ‬والعشرين خصوصا لو اقترن الحب بقرطاس‮ “‬شمة‮” ‬أو‮ “‬تعميرة‮” ‬مداعة‮ ‬‭ ‬كما أن إنكار تقدير الحب والاحتفاء به طالما كان في‮ ‬الوسط الطبيعي‮ ‬والقويم ليس إلا محاولة لكتابة كلمة حرام بالإصبع في‮ ‬بركة ماء‮ .. ‬
الحب معنى كبير وقيمة إنسانية عظيمة لم تكن‮ ‬يوما رهنا بوردة حمراء أو دب قاني‮ ‬اللون أو‮ ‬غدوة تجري‮ ‬خلسة بين محبين على حين‮ ‬غرة من أسرتين‮ ‬وليس حتى ليلة حامية الوطيس في‮ ‬المنزل وأن كانت تلك من معالم الحب والمحبة وهذا إقرار طبيعي‮ ‬حتى لا نقطع الطريق على الشباب في‮ ‬حديث الحب‮ ‬‭ ‬ولا نعني‮ ‬بالاحتفال بيوم‮ ‬14‮ ‬فبراير من كل عام خطأ إلا من باب إن كان تناول هذا التاريخ كل الحب وكل العشق ووسيلة لبناء العلاقات‮ ‬غير الصحيحة‮ ‬‭ ‬فالحب قيمة تنمو من الداخل وتعني‮ ‬من جملة ما تعنيه الصدق والتضحية والتقدير‮ .. ‬
وعود على بدء التناول فأنا لا أريد الجزم بأن أهل حدة رومانسيون أكثر من‮ ‬غيرهم أو أن الحب في‮ ‬سكان الاصبحي‮ ‬متوهج أكثر منه في‮ ‬الأطراف حيث نعيش فالحب العذري‮ ‬ما ولد وربا إلا في‮ ‬البوادي‮ ‬كما أن أجمل روايات العشق كان مصدرها ساكنو القفار‮ .. ‬المسألة في‮ ‬تصوري‮ ‬ترتبط بالإمكانيات المادية وروقان البال وهو ما جرني‮ ‬إلى هذا التناول وقد لفت نظري‮ ‬اللون الأحمر في‮ ‬عديد المحلات هناك وليس هنا‮ .. ‬ففي‮ ‬الأحياء المتطورة التي‮ ‬تعج بالسياسيين والمسئولين والأغنياء من بيوتهم أو من مال الخزينة الع

قد يعجبك ايضا