الانتفاع بالوقت والاتعاظ بالزمن

نجيب محمد الزبيري

 - كل مفقود عسى وأن تسترجعه إلا الوقت فهو أن ضاع لم يتعلق بعودته أمل ولذلك كان الوقت أنفس ما يملكه إنسان وكان على العاقل أن يستقبل أيامه استقبال الضنين للثروة الرائعة لا يفرط قليلها بله كثيرها ويجتهد أن يضع كل شيء مهما ضؤل بموقعه اللائق به.
نجيب محمد الزبيري –
كل مفقود عسى وأن تسترجعه إلا الوقت فهو أن ضاع لم يتعلق بعودته أمل ولذلك كان الوقت أنفس ما يملكه إنسان وكان على العاقل أن يستقبل أيامه استقبال الضنين للثروة الرائعة لا يفرط قليلها بله كثيرها ويجتهد أن يضع كل شيء مهما ضؤل بموقعه اللائق به.
إن المسلم الحق يغالي بالوقت مغالاة شديدة لأن الوقت عمره فإذا سمع بضياعه وترك العوادي تنهبه فهو ينتحر بهذا المسلك الطائش والإسلام دين يعرف قيمة الوقت ويقدر خطورة الزمن يؤكد الحكمة الغالية الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.
أو من المؤسف حقا أن العوام من الناس لا يبالون بإضاعة أوقاتهم سدى ويضمون إلى هذه الجريمة السطو على أوقات غيرهم لإراقتها على التراب لذلك فالإسلام عمل على استغلال الوقت بأفضل الوسائل حثه على مداومة العمل وإن كان قليلا وكراهيته للكثير المنقطع.
والإسلام نظر للوقت وقيمته في كثير من أوامره ونواهيه فعندما جعل الأعراض عن اللغو من معالم الإيمان كان حكيما في محاربة طوائف المتبطلين الذين ينادي بعضهم بعضا: تعال نقتل الوقت بشيء من التسلية !! وما درى الحمقى أن هذا لعب بالعمر وأن قتل الوقت على هذا النحو إهلاك للفرد وإضاعة للجماعة.
إن شأن الناس في الدنيا غريب يلهون والقدر معهم جاد وينسون وكل ذرة من أعمالهم محسوبة.
يقول ربنا تبارك وتعالى “يوم يبعثهم الله جميعا فينئبهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد” المجادلة.. إن عمرك رأس مالك الضخم ولسوف تسأل عن إنفاقك منه وتصرفك فيه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “ لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمرة فيم أفناه¿ وعن شبابه فيم أبلاه¿ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه¿ وعن عمله ماذا عمل فيه¿” رواه الترمذي
إن العمر قصير والحاضر الذي يحيا الإنسان في نطاقه ضيق والعقل لا يستمد كيانه وتألقه ونفاذه من وراء الانكماش والقصور بل يتعدى مكانه إلى رحاب الملكوت الواسعة وزمانه إلى عصور الحياة المتطاولة.
والذي يجب أن نعقله أن حياتنا هذه ليست سدى وأن الله سبحانه أجل من أن يجعلها كذلك وإذا انتفعنا بمرور الزمن على خير وجه سجلنا لأنفسنا خلودا لا يناوشه الزمن بهرم ولا بلى.. عند الرفيق الأعلى.

قد يعجبك ايضا