ما الذي يريده الشباب كما نفهم¿!
عبدالملك المروني
عبدالملك المروني –
ما إن سمعت عن المقال الذي تفضل فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي بكتابته لصحيفة »الثورة« بمناسبة الذكرى الثانية ليوم 11 فبراير حتى تصورت أنني سأقف أمام فكرة سياسية جوفاء وتنظير معقد وطرح متعال تغلب عليه لغة الفلسفة وشطحات السياسة المعروفة لا لشيء إلا لظني بإمكانية تدخل السكرتارية وفريق المطبخ الرئاسي كما اعتدنا ذلك قبلا وإن كنت مطمئنا إلى براعة ومهارة قيادته التي اختيرت ببراعة.
وقرأت شيئا آخر هو أقرب إلى لغة المواطن عبدربه منصور هادي وبساطته ووضوحه وهي مع هذه البساطة حالة من الرقي والرفعة والسمو لا تملك إلا الإقرار بحكمة الرئيس ومقدرته على توظيف الكلمة السهلة في الموضوع الصعب وحتى لا تفسر هذه الأسطر بأنها فاتحة خطبة نفاق سياسي أسارع للقول بأنني كصحفي على استعداد للاختلاف مع الرئيس حول مادة منشورة في الصحافة كتبت لتكون مادة صحافية ولكن ليس قبل المرور بمفصل هام تضمنته المادة أنقلها بالحرف »يسعدني أن أتوجه اليوم بالتهنئة لأبنائي الشباب بالذكرى الثانية ليوم 11 فبراير الذي انطلقت فيه مسيرة التغيير الوطني الكبير« .
هكذا استهل فخامة الرئيس مادته ولقد سطرتها الحكمة على الرئيس لتظهر هذه الفقرة بمفرداتها وتوصيفاتها مجسدة وعيا وطنيا وسياسيا يختزله الرئيس ويجيد توجيهه بما يتلاءم ورؤيته وبدون هذا الوعي كان يمكن أن تنحو مفرداته منحى آخر يشيع حالة من الجدل والتأويلات السياسية بمختلف مذاهبها والقارئ السياسي البسيط يعي هذا البعد تماما كما يدركه في التالي من الكلام الذي جاء خاليا من لغة التهكم ومفردات النيل من الآخر إنها لغة سمت على ما دونها مما نسمعه من زعماء وقادة آخرين حملهم موكب »الربيع العربي- تماما كما حمل الرئيس هادي- إلى سدة الحكم ثم ما لبثوا حتى انهالوا على السلف بكل صلف.. وكان لا بد من الحديث عن ماض قريب ماض حرك مسيرة وأحدث ثورة أستميح القارئ عذرا إن استعملت بعض مفردات الرئيس هادي في وصف هذا الماضي »إن الشرعية الدستورية لم تستطع الصمود أمام ÿإرادة التغيير العارمة نتيجة للتدمير الذاتي الذي عرضت نفسها له طوال السنوات الماضية بسبب طغيان المشاريع الخاصة والصغيرة على المشروع الوطني العظيم« يالها من لغة رفيعة في توصيف حالة قادت إلى ثورة ولو كنت شيئا في مدرجات الماضي أو أدراج الشرعية الدستورية التي تحدث عنها الرئيس لأعلنت من فوري اعتبار هذه الكلمات من أبرز شعاراتي الراهنة وقسطا محسوبا من أدبيات نشاطي السياسي القادم.
تلك كانت ملاحظاتي بل أبسطها للاستدال على ما طرحت بدءا وأظنني بحاجة الآن للولوج في المعترك الذي بسطه الأخ الرئيس كمحور لهذه الكلمة وذلكم هم الشباب ومستقبل الوطن السياسي الذي قدموا التضحيات لأجله.. وماتوا لأجله.. ثم سرقوا في غفلة منهم وذهب جل الحلم في جيب البعض وفي خزائنه وحقائب مصالحه ومغانمه وأن تبقى من روعة هذا الحلم وجمال فكرته وعذوبة م