مديرية المذيخرة (مقر الملوك المناخيين وعاصمة ابن الفضل)

محمد محمد العرشي


محمد محمد العرشي –
إن معرفتنا بتاريخ بلادنا وجغرافيتها يساعدنا على معرفة واقع مجتمعنا ويجعلنا قادرين على حل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والتعرف على مكامن القوة والضعف فيها. وفي نفس الوقت سوف نتمكن من استغلال ثرواتنا الاقتصادية لتحقيق رفاهية اليمنيين وأوجه نداء لكل اليمنيين وعلى رأسهم السياسيين والمفكرين بأن يعملوا جميعا على استغلال هذه الثروات بدلا عن الصراعات السياسية والتفكير في كيف نحكم بدلا عن من يحكم وكفى إهدارا لطاقاتنا ودمائنا في الصراع. وقد عرفت اليمن خلال الفترة من القرن الخامس قبل الميلاد وحتى القرن الأول الميلادي بالثراء الفاحش في نظر العديد من المؤرخين الإغريق وأبرزهم المؤرخ المشهور هيرودتوهاهي مديرية المذيخرة بمحافظة إب تؤكد ما ذهبنا إليه بأن اليمن الخضراء بلاد البن والثروات الزراعية والنباتات المختلفة والعسل ونبات الورس والمناظر الخلابة التي ألهمت الشعراء والأدباء والفنانين على مر العصور وتؤكد مصداقية المؤرخ الإغريقي.

مذيخرة تخضر في زمن الشتا
وتزهو بأسنى بهحة وسرور
وفي بطنها الأنهار تزهو كأنها
سلوك لجين في بساط حرير

إن الكتابة عن مديرية المذيخرة ومدينة المذيخرة من الأمور الشائكة ولاسيما ونحن ندعو إلى الوحدة الوطنية وإلغاء المذهبية والمناطقية والطائفية وأي معلومات عن هذه المديرية ومدينتها إنما هي نتاج العصور التي ازدهرت فيها تاريخ وعمران هذه المديرية ومدينتها وأن من مزايا مقالتنا الإشارة إلى المراجع فمن أراد التوسع في معرفة تاريخ هذه المديرية عليه الرجوع إلى المراجع المذكورة في أخر هذا المقال.
مديرية المذيخرة
المذيخرة: من ذخر بمعنى اختاره وقيل اتخذه ويقال:اذتخر يذتخر فهو مذتخر. ويقال ذخر لنفسه حديثا حسنا: أبقاه.
ومديرية المذيخرة كما جاء في (الموسوعة السكانية) للمخلافي تقع في محافظة إب في الجزء الجنوبي الغربي منها يحدها من الشمال مديرية العدين ومن الجنوب محافظة تعز مديريتا التعزية وشرعب السلام ومن الشرق مديرية ذي السفال ومن الغرب مديرية شرعب السلام (محافظة تعز). ومساحتها تبلغ 200كم2 حيث تضم 53قرية تشكل 14 عزلة هي: (الأشعوب الأفيوش بني علي بني مليك بني الورد الجوالح حزة حليان حمير خولان الزاملية مذيخرة المزهر المغاربة). وبلغ عدد سكانها عام 2004م 78050نسمة.
وقد جاء في (الموسوعة اليمنية) أن المذيخرة منطقة جبلية تحيط بها المدرجات الزراعية الخضراء كما تطل على عدد من الوديان المغطاة بأشجار وارفة لا تفقد اخضرارها طوال العام. ويعد البن أبرز محاصيل المنطقة كما تكثر النباتات المختلفة وخاصة نباتات الزعفران والرياحين ونبات الورس الذي تطحن حباته الصفراء وتستخدم لعلاج بعض الأمراض. وفي المنطقة نحل وعسل يمتاز بالجودة لتنوع الزهور الطبيعية والنباتات المختلفة.
وجاء في (مجموع بلدان اليمن وقبائلها): وجعفر المناخي الذي نسب إليه مخلاف جعفر هو جعفر بن إبراهيم بن محمد ذو المثلة بن عبدالله بن سلمة بن أكسوم بن سويد بن حسان بن مرة بن لهيعة بن حمير بن زيد بن شراحيل بن زيد بن سعفة بن زرعة ذي مناخ بن عبدشمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير. ومن أعمال المذيخرة حليان عزلة وبها بيت أبو ضربة وهم من بيت الشامي من ذرية الإمام الهادي بن علي بن الحسن الشامي. وعزلة بلاد المليكي وعزلة بلد شار وعزلة حرة وعزلة المغاربة وعزلة خباز وعزلة مذيخرة وعزلة الجوالح وعزلة حمير وعزلة خولان وعزلة جبل بحري وعزلة بني مدسم وعزلة بني زهير وعزلة الأشعوب وعزلة حقين وعزلة المزهر وعزلة الزاملية وعزلة بن عبدالله وعزلة الأجفون وعزلة الأبقوم. وعزلة الأحبور وعزلة الأسلوم وعزلة الأحكوم وعزلة المزارقة.
مدينة المذيخرة
مدينة المذيخرة – بضم الميم وقد تكسر وفتح الذال وسكون المثناة من تحت وكسر الخاء المعجمة ثم راء مفتوحة وهاء – تقع في قمة جبل ثومان وقد جاء (في كتاب نتائج المسح السياحي) أنها مدينة مشهورة قديمة الاختطاط فكان بها قصرا لملوك (الكلاعيين) في الجاهلية والإسلام – آل ذي مناخ – وقد قام باختطاطها جعفر بن إبراهيم المناخي والذي ينسب إليه مخلاف جعفر وذلك في حوالي مطلع القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي كما كانت عاصمة علي بن الفضل الخنفري القرمطي المتوفي عام 302هـ 914م وذلك بعد أن أزال ما كان يعترض طريقه إليها من عقبات ومنهم جعفر بن إبراهيم المناخي المتوفي عام 292هـ على يد علي بن الفضل الحنفري في واقعة وادي نخلة فقد حارب الإمام أحمد بن منصور بن أبي المغلس صاحب حصن الدملؤة فحاصره حتى استنزله وقاتله حتى قتله ثم حاصر الأمير محمد بن إسماعيل الكرندي صاحب حصن حب وصاحب

قد يعجبك ايضا