بين جملتين!!

فؤاد الوصابي

 - ظل الأمل واليأس يرافقان حاضر ومستقبل أبناء هذا الوطن ومدار الحديث والشعور المتبادل في كل المحافل والأماكن والأزمان وفي الداخل والخارج وبكل وسائل وقنوات التواصل والاتصال على مدار نصف قرن مر منذ قيام الثورة وتبدل نظام الحكم في الشمال والجنوب وزاد مستوى ذاك الأمل واليأس واتسع بعد تحقيق الوحدة بين شطري الوطن وأبنائهما.
فؤاد الوصابي –
ظل الأمل واليأس يرافقان حاضر ومستقبل أبناء هذا الوطن ومدار الحديث والشعور المتبادل في كل المحافل والأماكن والأزمان وفي الداخل والخارج وبكل وسائل وقنوات التواصل والاتصال على مدار نصف قرن مر منذ قيام الثورة وتبدل نظام الحكم في الشمال والجنوب وزاد مستوى ذاك الأمل واليأس واتسع بعد تحقيق الوحدة بين شطري الوطن وأبنائهما.
ويرجع ذلك للظروف التي عاشها المجتمع كله خلال تلك الفترة وإن كانت بنسب متفاوتة لكنها في مجملها أفرزت مع تقادم الأعوام وتوالي الأيام مؤشرات لم تكن في الحسبان أو في أدنى التوقعات ولم تبعث على الأطمئنان والسكون ومواصلة العيش بنفس المنوال حيث أن الفشل والتدهور والفساد وأحيانا “الخراب والدمار” هو الطابع العام والسمة السائدة التي ما برحت تزداد وتتفشى يوما عن يوم في كل مفاصل الحكومات المتعاقبة وتنعكس بالخطر والضرر على كافة مناحي ومجالات الحياة العامة والخاصة فالبنية التحتية لا تكاد تذكر والاقتصاد آيل للسقوط والتنمية تسير أبطأ من سلحفاة والأمن هش وشبه غائب والمستقبل مجهول.
وكل ذلك ما شهدت به التصريحات والتقارير التي جاءت بشكل وصف وتحليل وقراءة من المسؤولين والقائمين على السلطة “حاكم ومعارض” وأكدتها الدراسات والابحاث المتصلة بمراكز الدراسات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية الداخلية والخارجية لتكتمل عندئذ أركان الجملة الأولى بعد خمسة عقود تامة فالفعل حدث وحصل من التدهور والفساد والفاعل ضمير غائب متصل بالأطماع والأهواء والنزعات الفردية والفئوية “القبلية منها والحزبية” والمفعول به الخاسر والضحية “الوطن والمواطن”.
وعطفا على ما سبق تطفو على السطح مباشرة موجات السخط “بالإجماع” من الجميع حاكما ومحكوما.. سلطة ومعارضة “كل بطريقته وهوايته” يعبر عن عدم الرضا بالحال وضرورة التغيير للأفضل وعلى وجه السرعة وعدم استمراء استمرار الوضع فكانت الفرصة مواتية والأقدار مواكبة لتحولات وأحداث وقعت في دول كان الشبه كثيرا وكبيرا في الحال والواقع فيها والحال والواقع في بلادنا لتبدأ الجملة الثانية بمبتدأ “الأزمة أو الثورة” اختلفت حولها المسميات ولكنها اتفقت في حتمية الخروج بالوطن من واقع الانهيار ومساوئ التشظي والأزمات وانطلقت مسيرة التحول التاريخية على أساس التوافق للبناء والإصلاح الشامل والنهوض بالوطن وتحقيق أمال وتطلعات كل أبناء الشعب وفئاته وفق المبادرة الأخوية الخليجية وآلياتها المزمنة وبرعاية المجتمع الدولي وبرضا وتوقيع ومباركة الأطراف التي قالت أنها تريد الخير لها وللوطن كافة.
وتنفس الجميع الصعداء وظهرت بوادر الأمل من جديد تراود كل أبناء الوطن وهم يعيشون ظروفا قاسية ومريرة أضيفت إلى ما سابقتها ولسان الحال “لعل ما مضى عبرة لما سيأتي” ولكن وللأسف أن اليأس لم يبرح مكانه وبقي حاضرا يتلبس بعض التصرفات والأفعال التي تحمل صورا من نسخ الماضي التي هي من أودت بالحال إلى ما هو عليه… وإلى أن يغلب أحدهما الآخر “الأمل أو اليأس” نحن بانتظار اكتمال الشق الآخر من الجملة “بخبر” نرجو أن لا يتأخر كثيرا ونسأل الله أن يجعله على الجميع خيرا.

قد يعجبك ايضا