لو بطلتم «أبو يمن» العناد

عارف الدوش


عارف الدوش –

الزمن لا ينتظر أحد يمضي بساعاته وأيامه وشهوره إلى الأمام لا يتوقف وأهم محطات التسوية السياسية اليمنية»هيكلة الجيش والأمن والحوار الوطني « تجري مفاعيلها مع الزمن إلى الأمام صحيح لا تسير بنفس السرعة المطلوبة كونها تصطدم بعوائق كثيرة تبطيء من تقدمها لكنها لا تتوقف ولن تتوقف وغير مسموح لها التوقف فهناك شركاء عشرة في العالم يراقبون ويحثون الخطى ويتدخلون عند أي بروز لعائق أو مطب وما أكثر المطبات البشرية في اليمن إنها أكثر من مطبات الشوارع الإسفلتية والإسمنتية وفي بعض الأحيان تفوقها من حيث تصلب العقول وتحجرها وقاتل الله»عناد القبيلة والبيادات» ويعلم الجميع أنه لأول مرة يحصل إجماع إقليمي ودولي حول قضية دولة اسمها اليمن وإعادة بناء نظامها السياسي بتسوية سياسية وعدم السماح لها بالإنزلاق نحو الخطر وهناك من يقول ان هذه حسنة وفال طيب لليمن وشعبها المكافح المهاجر المشتت في الفيافي والقفار والمدن البعيدة جدا وفي أعالي البحار فيكفيه تشتته في العالم هناك من يقول أن ذلك تدخلا سافرا في الشئون الداخلية ووصاية على القرار اليمني وللرأيين منطلقات الصداقة والخصومة ولا أريد القول والدفع المسبق أو في الحال.
•ونهدي أصحاب الرأي الأخير سؤالا مهما أين هو القرار اليمني¿! فقد تشظى منذ حرب صيف 94م التي دمرت الوحدة اليمنية وأفشلت بناء أساسها المدني الديمقراطي الذي قامت عليه كشرط جوهري وأوجدت أنينا وخلقت ظلما بائنا لا لبس فيه تفجر احتجاجات في مختلف مناطق الجنوب العام2007م فتم مواجهتها بالحديد والنار بلغة وعقلية العسكر وعنجهيته الغرور وكل شيء تحت قبضتي مما أدى لزيادة الغليان فجاءت ثورة الشباب شعبية سلمية 2011م لتكتمل الصورة ويلتحم الشعب فأنقسم الحكام العسكر وكادت اليمن أن تنفجر على نفسها و المحيط بها الذي هو بنظر الغرب والشرق منطقة مصالح إستراتيجية وخزان وقود ومن حسن حظ اليمن أن موقعها الجغرافي قدم لها خدمة جليلة ولم يسمح لها بالإنفجار
•ولكل الذين يندبون حظهم ويلطمون خدودهم ويصرخون بان اليمن تحت الوصاية لا تتعبوا أنفسكم وتوقفوا قليلا وراجعوا خطابهم السياسي الذي تحاولون به استدرار العطف والشفقة وتهييج الجماهير بالشعارات فلا وجود للحدود في ظل ما يشهده العالم من تطور وموضوع السيادة في عالم متقارب كأنه غرفة صغيرة لم يعد ذات جدوى فانظروا أين تكمن مصالحكم كشعب ودولة فالعداء لمحيطيكم الجغرافي يفقدكم الكثير من مميزات موقعكم الجغرافي وتعلمون بأن ذلك سيغضب العالم عليكم باعتبار انكم تقعون بجوار منطقة استراتيجية هامة وخزان وقود العالم ويكفيكم عناد والوقوف ضد مصالحكم فقد عاديتم محيطكم سنوات ففقدتم الكثير تصالحوا مع أنفسكم ومع محيطكم
•وبنظرة عاجلة لتاريخنا الحديث والقريب منه فنحن شعب نثور ونقدم التضحيات ونتقاتل بشراسة ثم نعود بعد ذلك الحوار أو نجبر عليه ثم نعود مرة اخرى إلى القتال وتكديس السلاح ونقترف في كل فترة من السنوات « مذابح» ولست متشائما فهذا ما يقوله تاريخنا من قبل كل الثورات كم جز الحاكم الفرد المستبد من الرؤوس وأختار خيرة الرجال ومن بعد الثورات كم تحاربنا وعنادنا وأجبرنا بعد ذلك بالجلوس على طاولة الحوار ثم تحاربنا بفعل الغرور والعناد في أحداث أغسطس 68م بشراسة كان ورائها العناد وكم حروب أدرناها بين الشطرين سابقا ورائها العناد وفي 13 يناير 86م تقاتلنا والسبب العناد وجاءت الوحدة وكان شعبنا قد استبشر خيرا فظهر لنا العناد بقرونه وتحاربنا بكل أنواع السلاح وأدمينا أنفسنا وبلادنا ونحن الأن بعد الجراح نادمون ولازلنا معاندون مكابرون رافضون الإعتراف بأننا معاندون وأننا ظلمنا نصف شعبنا ودمرنا العديد من مدننا وما زال العناد يركب رؤوسنا حتى وإن لبسنا أفخر أنواع الثياب وربطات العنق واقتنينا أفحر السيارات وبنينا أجمل القصور في التباب فكلنا معاندون
•فقد قال لي قبل سنوات صديق من دول الخليج أنتم في اليمن لا تحتاجون لثروة نفطية بلدكم يريد عقول تجارية وإدارية تحكمه وليس بيادات عسكر وتحدث عن مميزات اليمن وتعدد تضاريسها وأرضيها الخصبة وهي من شمالها إلى جنوبها إلى الوسط في البحر واليابسة منتجع سياسي يحس بقيمته وجماله من ياتي إليكم من من الصحراء أو المدن الحارة والناشفة أو تلك التي تفتقد للبحار والجبال معا فقط مشكلتكم في اليمن في الجهل والعناد وفي تعول المصالح وتسليم مقاليد أمور حياتكم للعسكر وضرب صديقي الخليجي مثلا فقال : سواحل اليمن طويلة وسياحية مريحة وأرضيها زراعية خصبة لو تم زراعتها لكفتكم وكفتنا نحن جيرانكم ولو رزقكم الله بقيادة تجيد فن الإدارة والحكم لكفتكم مواردكم دون استجداء الخارج وأضاف ساخرا أنتم لا تحتاجون لثروة البترول فقط لو استثمرت اليمن الأحجار والجبال كثروة وتعاملت معها كمصدر للدخل القومي لن تحتاج للبترول أو ال

قد يعجبك ايضا