المصالحة الوطنية .. طريق نجاة الوطن ونجاح مؤتمر الحوار الوطني

حسن أحمد اللوزي

 - 
{ لا شك أن هناك وضوحا كاملا بالنسبة لكافة القضايا والتحديات والمشكلات التي سينظرها ويقف أمامها ويبت فيها مؤتمر الحوار الوطني الشامل حيث لا يوجد ما يعتبر في نظر أي طرف من المبهمات
حسن أحمد اللوزي –

{ لا شك أن هناك وضوحا كاملا بالنسبة لكافة القضايا والتحديات والمشكلات التي سينظرها ويقف أمامها ويبت فيها مؤتمر الحوار الوطني الشامل حيث لا يوجد ما يعتبر في نظر أي طرف من المبهمات أو القضايا المحاطة بالسرية أو المشكلات المتوهمة حتى تثور المخاوف وتتعدد التحليلات حول احتمالات إهدار الوقت فيما لا طائل وراءه ولأن القضايا والمشكلات متعددة وهناك تباين كبير في رؤية الحلول المقترحة لمعالجتها ولأن القضايا الرئيسية صارت مجملة ومحددة حصرا في نصوص المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية المزمنة لها.
وهناك أطروحات سياسية مهمة تم طرحها وعرضها واستهلاك النقاش المتواصل حولها في اللقاءات والندوات والمنابر الإعلامية والصحافة وكذلك في اللجان الحزبية المتعددة التي تم تشكيلها من الأحزاب والتنظيمات السياسية الممثلة في البرلمان خاصة المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وأحزاب اللقاء المشترك وشركاؤهم وتم التوقيع والتصديق على عدد من المحاضر المهمة بشأنها خلال العامين المنصرمين بل وصارت وجهات نظر كل فريق معروضة بصورة علنية بما في ذلك الأطراف المعنية حتما من خارجها مما يساعد – إلى أبعد الحدود – في اختزال المسافات وتوفير وقت أوفى لقضية المصالحة الوطنية التي يعتبرها البعض حجر الأساس الأول للخلاص الوطني السلمي والحضاري المنشود من قبل الجميع والوصول إلى التتويج الرائع الذي ينتظره العالم من حولنا لنجاح التسوية السياسية بما يشرف كل اليمنيين ويبعث اعتزازهم وفخرهم بإيمانهم وحكمتهم وقدرتهم على تقديم النموذج الأول في تجاوز المحن والأزمات السياسية الطاحنة التي تواجهها الدول النامية والشعوب الفقيرة خاصة وأن العالم اليوم بدوله دائمة العضوية في مجلس الأمن وقبلها دول الجوار العزيز والحميم في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفي الطليعة المقتدرة المملكة العربية السعودية وقائدها الوفي الحكيم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يقفون جميعهم مساندين وداعمين لإنجاح المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والوصول بخطوات التسوية السياسية اليمنية إلى بر الأمان وكامل النجاح المنشود وطنيا أولا وثانيا وإقليميا ودوليا في نفس التوجه الذي تم بناؤه على أساس جوهري من الحفاظ على الوحدة والأمن والاستقرار.
وفي هذا الطريق المضيء تتجدد الدعوة للجميع على الساحة اليمنية الواحدة من أجل السير قدما لتحقيق المصالحة الوطنية النابعة من الترجمة الصادقة والأمينة للقيم العقيدية والوطنية العليا التي يؤمن بها شعبنا في الإخاء والمساواة والمحبة والتكافل والتسامح والانتصار للحقوق الإنسانية العادلة وتجاوز كل صور الأحقاد والضغائن والولاءات الضيقة والمدمرة والاعتداد بالذات اليمنية الواحدة الوطنية والحضارية وجودا وكينونة وعقيدة ورسالة إنسانية وهي الاعتبارات المهمة شديدة الوضوح والخصوصية التي جعلت العالم كله يقف معنا فهل نقف نحن مع شعبنا ووطننا ونحمي حاضرنا ونتوجه نحو بناء مستقبلنا¿
نعم لا شك في ذلك كله إجمالا غير أن ثمة تفصيلات مريرة صغيرة وكبيرة يسوق الخوض فيها إلى التعطيل واستمرار الصراعات الجانبية المؤذية للشعب والوطن على حد سواء وعلاجها الأول والأهم هو في تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وهي – أيضا – قد تتطلب وثيقة فكرية وسياسية تكون بمثابة العهد الوطني إلى جانب وثيقة الدستور الجديد لمرحلة الجمهورية اليمنية الثانية ويمكن الوصول إليها بالتعديلات التي يمكن الاتفاق عليها في الدستور القائم وهو في مجمله وفي بابه الأول الذي يتضمن الأسس السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية يتضمن أفضل ما في الدساتير في الدول الديمقراطية العريقة والحديثة وسواء كان الاختيار الحاسم للدولة المركزية ذات الحكم المحلي كامل الصلاحيات أو الدولة الفدرالية.
وعذرا لأنني بدأت أخوض في أمور ما يزال يعتصرها العصف الفكري والاختلاف الدستوري والقانوني وسبيل حسم ذلك واضح في الآلية التنفيذية المزمنة للمبادرة الخليجية كما سوف يتوضح.
والله ولي التوفيق

قد يعجبك ايضا