‬المؤتمر‮ .. ‬تحديات وأعباء‮ ‬

جمال أحمد الظاهري

 - المؤتمر الشعبي‮ ‬العام كان الاستثناء الوحيد من أحزاب الأنظمة المنهارة إذ لúم‮ ‬ينهر تماما‮ ‬وكان حظه أفضل من أقرانه في‮ ‬هذه الموجة الربيعية التي‮ ‬اقتلعت تلك القلاع الحزبية في‮ ‬دول المنطقة العربية‮.‬
جمال أحمد الظاهري –
‭المؤتمر الشعبي‮ ‬العام كان الاستثناء الوحيد من أحزاب الأنظمة المنهارة إذ لúم‮ ‬ينهر تماما‮ ‬وكان حظه أفضل من أقرانه في‮ ‬هذه الموجة الربيعية التي‮ ‬اقتلعت تلك القلاع الحزبية في‮ ‬دول المنطقة العربية‮.‬
‮ ‬لطالما اتهم المؤتمر الشعبي‮ ‬العام في‮ ‬المراحل السابقة بأنه لا‮ ‬يمتلك أساسا‮ ‬حزبيا‮ ‬أو قاعدة شعبية وأنه‮ ‬يفتقر إلى أيديولوجية متماسكة‮ ‬وأنه حزب الرئيس بقاؤه‮ ‬يرتكز على بقاء رئيسه متربعا‮ ‬على سدة الحكم وبمجرد فقدانه لهذه الميزة سيذوب تلقائيا‮ ‬ويختفي‮ ‬من الساحة ليس بفعل عوامل التنافس مع الآخرين أو بقوتهم‮ ‬وإنما سيكون ذلك من داخله الذي‮ ‬يعتبرونه هشا‮ ‬قائما‮ ‬على المصالح النفعية لقياداته ورموزه التي‮ ‬حتما‮ ‬ستتخلى عنه أو ستنتقل إلى أطر أخرى وفقا‮ ‬لحساباتها الشخصية المبنية على الانتهازية التي‮ ‬ستخدم أو تضمن لها الحفاظ على مصالحها‮ ‬فيما لو خسر المؤتمر الشعبي‮ ‬مكانه كحزب‮ ‬أول‮ ‬يسيطر على صنع القرار ويرسم سياسات المستقبل‮.‬
وبعيدا‮ ‬عن الخوض في‮ ‬تحليلات الحيثيات التي‮ ‬أبقت المؤتمر قائما‮ ‬كحزب سياسي‮ ‬وشريك في‮ ‬السلطة من حيث اعتبار ذلك نجاحا‮ ‬للمؤتمر أو لقيادته وهل هذه النتيجة تصب في‮ ‬مصلحته كحزب وفي‮ ‬مصلحة المنتمين إليه على المدى القريب أو البعيد‮ ‬خاصة أن هناك فترة زمنية قصيرة تحكمها اتفاقية موقعة ملزمة نتج عنها حكومة شراكة انتقالية‮ ‬يعقبها انتخابات ستحدد كما لم‮ ‬يسبق من قبل حجم كل كيان حزبي‮ ‬ما‮ ‬يعني‮ ‬أن نتيجة هذه الانتخابات القادمة سيكون لها القول الفصل في‮ ‬بقاء المؤتمر الشعبي‮ ‬ككيان سياسي‮ ‬ولاعب محوري‮ ‬في‮ ‬الشأن اليمني‮ ‬وفي‮ ‬مستقبله من عدمه‮.‬
لا شك أن النتيجة التي‮ ‬خرج بها المؤتمر في‮ ‬هذه المرحلة من الصراع الذي‮ ‬أعاد خلط الأوراق على ساحة العمل الحزبي‮ ‬اليمني‮ ‬تعتبر نتيجة مقبولة من قبل أنصاره على الأقل قياسا‮ ‬بنتائج أحزاب كانت هي‮ ‬المسيطرة في‮ ‬دول شقيقة أخرى‮ ‬إلا‮ ‬أن هذه النتيجة وبدون شك قد أفقدت المؤتمر الشعبي‮ ‬العديد من الأوراق التي‮ ‬كان المؤتمريون‮ ‬يعتبرونها أوراقا‮ ‬مضمونة وكاسبة‮ ‬وأن‮ ‬صراع المرحلة القادمة على حصد أصوات الناخبين لن‮ ‬يكون سهلا‮ ‬كما اعتاده المؤتمريون في‮ ‬الانتخابات السابقة لاعتبارات عديدة تبدأ بنتائج الصراع الأخير الذي‮ ‬أوصل البلاد إلى المرحلة الانتقالية ولا تنتهي‮ ‬عند قناعات الناخب‮.‬
قد‮ ‬يكون هذا التحليل أو التوقعات التي‮ ‬لم تعد خافية على أحد صائبة‮ ‬ولو جزئيا‮ ‬وقد تكون خاطئة ولو نسبيا‮ ‬إلا‮ ‬أنها بدون شك صحيحة في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بصورة المؤتمر الشعبي‮ ‬في‮ ‬ذاكرة الناس فهي‮ ‬لم تعد كما كانت بالتأكيد‮ ‬وكذلك في‮ ‬العوامل الجديدة التي‮ ‬دخلت في‮ ‬معترك العمل الحزبي‮ ‬ومنها الذين سيسجلون في‮ ‬سجلات الناخين ممن بلغوا السن القانونية‮ ‬ومن سيشطبون ممن توفاهم الأجل‮ ‬ونوعية وميول هذا الناخب الجديد‮.‬
لا شك أن مكانة وبقاء هذا الكيا

قد يعجبك ايضا