الأشموري.. الإنسان.. المبدع

علي أحمد عبده قاسم


 - إذا كان هناك في الذات وفي عمق الذاكرة والمشاعر من الأصدقاء والمعارف من لهم مكان ودرجات يتربعون عليها دون غيرهم احتلوها بنبل أخلاقهم ودماثة أفعالهم
علي أحمد عبده قاسم –

إذا كان هناك في الذات وفي عمق الذاكرة والمشاعر من الأصدقاء والمعارف من لهم مكان ودرجات يتربعون عليها دون غيرهم احتلوها بنبل أخلاقهم ودماثة أفعالهم التي فرضوها بسهولة عميقة وإيفال أبيض في الآخرين من أصدقائهم ومعارفهم فإذا فقدتهم افتقدت صورة بيضاء طاهرة في الحياة فينكت في حياتنا نقطة سوداء لتواريهم عن حياتنا.. من هؤلاء الأستاذ الفنان الكبير/ عبدالكريم الأشموري الذي تعرفت عليه لدى أخي الإعلامي محمد صالح الحبيشي ذلكم الإنسان يقوم من مقامه احتراما وتقديرا لمن يحب ويعرف بابتسامة دائمة لا تفارق ثغره الصادق.. ذلكم الإنسان الذي رحل عن ساحتنا الإبداعية الثقافية مخلفا إرثا فنيا جادا ومنافسا في الناحية الدرامية.. إنه رجل بحجم الإنسان الذي يمتلك مقومات إنسانية نادرا أن تجدها في زمننا هذا المادي الصفر فقد كان ذلكم الإنسان يسدي خدماته لكل الناس خاصة الضعفاء والبسطاء وينكر ذاته حد الغياب وهو الرجل الكبير.
وإذا كانت ساحتنا قد صدمت بمكروه في فنان ومبدع فلا أرى الله الناس مكروها فيمن يحبون لأن ثمة أشخاص في حياتنا إذا افتقدنا آثارهم رأينا فراغا وبرودا لأن بوجودهم للحياة طعم وحيوية وصفاء وإنسانية وإذا كانت للدراما اليمنية أدوار فإن أعمال الراحل المغفور له بإذن الله الجانب الجاد فقد أسس مع طاقمه الرائع (د. فضل العلفي الكاتب محمد صالح الحبيشي الوجه الجديد للدراما اليمنية) فكان الفنان صاحب القدرة التمثيلية في تقمص الدور التمثيلي ليعكس أثرا في المشاهد بتوازن درامي ينأى بنفسه عن التعصب وتكوين رؤية موجهة تخدم طائفة أو حزب بل كانت أدواره الفنية تتميز بالبعد الوطني الذي يحاول أن يناقش الاختلالات الاجتماعية والسياسية وغيرها ولم يشاهد الإنسان اليمني دراما جادة بعد مسلسل الفجر إلا ما أنتج الدكتور العلفي وعبدالكريم الأشموري ومحمد الحبيشي ابتداء من «كيني ميني» في صورها الأولى إلى الثالثة تقريبا ويأتي بعد ذلك فيلم «الرهان الخاسر» وغيرها.. رحم الله الأشموري عبدالكريم.

قد يعجبك ايضا