أحمد الديلمي
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش –
{ لم أدرك أنني قلت شيئا إلا حين قرأت مقالة صديق العمر الزميل الإنسان أحمد يحيى الديلمي الذي نعرف بعضا من سنين طويلة خبرنا فيها بعضنا وأؤكد أنني مقتنع كل الاقتناع بأن الديلمي من ذلك المعدن الذي لا يصدأ مهما تعاقبت عليه صروف الزمان والمكان لا يزال أحمد ذلك الزميل والصديق الذي قد توحي لك بعض تصرفاته بغير ما في أعماقه وفي أعماقه الجواهر.
هناك بشر قريبون من الروح يستطيعون أن يختطوا لحياتهم خطا مهما تغير الآخرون مهما صعبت الظروف مهما اكفهرت السماء بسحب سوداء قاتمة تراهم لا يحيدون عن الخط يواصلون السير على الخط المستقيم.
ما كتبه الديلمي أحمد عن المرحوم القامة والهامة علي الخضر يشي بنفس الديلمي وما كتبه عما كتبته أنا على استحياء عن البردوني العظيم يشي بمبدع تاه طريقه فدخل من باب الصحافة وكان المفروض أن يدخل من باب الأدب رواية وقصة وسردا.
بعض الزملاء الذين تعايشنا معهم طوال مراحل من أزمان نراها الآن كانت جميلة مفعمة بالقيم كان لا يستطيع قراءة الديلمي أزعم أنني القارئ الوحيد لهذا الزميل والصديق الإنسان الذي أعرف وأعلم مكنونات نفسه كريما قادرا على التواصل قادرا على أن يكون صديق الجميع وها هي الصحافة تضيع مبدعا آخر فقد قال الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح أنها خطفت الدحان والمساح من الأدب وها هو آخر كان يمكن أن يكون أحد الروائيين الكبار لخياله الواسع وتمكنه من الأسلوب واللغة فهو يمتلك أدواته ولو عدتم إلى حلقات «سوق الربوع» في أعداد قديمة من «الثوره» ستتبعون الخط بين الديلمي الصحفي وكان إحدى علامات وكالة سبأ للأنباء والأديب الذي كان لا بد أن يكون…
في هذه البلاد تأخذك الريح معظم الأحيان في طريقها مهما كان جسدك ثقيلا إلى حيث لا تريد أن تكون لكنها الريح!!
أقرأوا ما كتبه الديلمي الخميس «بجاش والبردوني وذكريات الزمن الجميل» لتروا أي أسلوب رفيع كتب به وأي لغة تجلى فيها أحسست أن الديلمي كتب بدمه وبطريقة أخرى وليس بحبره وليتني أظل أستفزه حتى يخرج جواهره.
أقول لكم إن أحمد الديلمي يظهر وقد غصت في حياته وصرت صديق أسرته من والده الفاضل- رحمه الله – إلى والدته الكريمة وبينهما إخوته أسرة كريمه تأسرك بكرمها وطيب أخلاقها وعنب مزرعتهم التي طالما جلسنا إلى عروشها لا نعود إلى منازلنا إلا وسلالنا مليئة بالعنب والفرسك وكل ما يجود به الكرم الديلمي… أنا متأثر كثيرا جدا بما كتبه.