تزكية النفوس وضد الظلم «1-2»

عارف الدوش


 - إن الزمـان وإن ترفه  برهـة
ينقض منتفضا بغير قـرار
فاحسن مسايرة الزمان بهمة
تسمو عن الأقذر والأكدار
وإرمي بسهم الجد كل نقيصة
عارف الدوش –

إن الزمـان وإن ترفه برهـة
ينقض منتفضا بغير قـرار
فاحسن مسايرة الزمان بهمة
تسمو عن الأقذر والأكدار
وإرمي بسهم الجد كل نقيصة
تدعو إلى الراحات بالأكثار
.الحيوان أكثر راحة أما الإنسان فهو في جد وكبد
أفاضل الناس أغراض لدى الزمن
يخلو من الهم أخلاهم من الفطن
تارة يرتقي ويسمو وأخرى يهبط ويسقط , وتارة يقاوم الأ كدار بالإيمان وتارة تتغلب عليه فينسى كثيرا من المعاني فيقع في حبائل الهم والكدر والعناء .. تارة يجد حلاوة الطاعة وتارة يفتقدها في زحمة الحياة الدنيا والكدر والهم لا يخدش في الدين ولا يمس في عقيدة المسلم أو ينقضها لكنه غير محبب قال تعالى:
( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى) طه ( 3 ) فلو صفت هذه الدنيا لأحد لصفتú للأنبياء والمرسلين هذا رسول الله r يتلقى أصناف العناء والجهد والكدر ففي حادثة الطائف هام على وجهه مهتما مغتما مما لقيه من أهل الطائف لا يدري أين يسير ولم يتيقظ إلا وهو في ( قرن المنازل) وفي الهجرة وفي غزوة بدر اشتد الكرب عليه حتى نصره الله وفي أحد كسرت رباعيته وأدمي جبينه وقتل أصحابه وبقرت بطن عمه وهكذا دواليك حتى لقيا ربه صلى الله عليه وسلم ,مجاهدا.
فالدنيا غرارة مكارة فلنحذرها ظاهرها حسن وباطنها قبيح وأصل طبعها الكدر.
«ميزت بين جمالها وفعالها … فأذا الملاحة بالقباحة لا تفي
حلفتú لنا أن لا تخون عهودنا . .فكأنها حلفتú لنا أن لا تفي»
فلا راحة للمؤمنين في هذه الدار فهي سجن المؤمن وجنة الكافر فالراحة الحقيقة هناك أما في الدنيا فالتكاليف والواجبات تجعله لا يقر له قرار . ولا يطيب له عيش
«ذو العقل يشقى بالنعيم بعقله
وأخو الجهالة بالشقــاوة ينعم»
ذو الجد لا تجد الهموم سبيله
والـقابضون على الدنية أتخمـوا
الباذلون الجهد عاشوا في الضيا
والمـترفون على مصائرهم عمـوا
فامهر لوقتك همـة ترقى بها
امضي بنور الله دهرك علقم

إن قلب المؤمن الموصول بالله- عز وجل ـ تسره الطاعة وتكدره المعصية ويسره الجمال ويؤذيه القبح يتعلق بالله فيشرق قلبه وسرعان ما يذهب الإشراق بكدر الدنيا وهموم الرزق ومطالب الجسد والأهل والأولاد. وتتزاحم الواجبات فيخبو إشراقه ويضعف صفاؤه, فالقيام بالمسئولية الملقاة على عاتقه كبيرة وكثيرة وتحمل الأمانة هم وعناء لا يدع لذي لب فرحا ولا سرورا فلا راحة في هذه الدنيا لأنها مجبولة على الكدر فهي مجاهدة ومكابدة قال تعالى(لقد خلقنا الإنسان في كبد )البلد( 4)
«ليس الزمان وإن حرصت مسالما
طبع الزمان عداوة الأحرارö»

قد يعجبك ايضا