رمضان.. محطة لمراجعة النفس
اسكندر المريسي

مقال
اسكندر المريسي –

مقال
يهل علينا شهر رمضان بمهابته وجلالة كفيف عزيز وعظمة خيراته كفرصة كبيرة توجب على المكلفين شرعا بصيامه وقيام لياليه أن يلبوا نداء التقوى بصدق وإخلاص وإيمان تجسيدا لهذه الفريضة الدينية وعملا بقيمها ومعانيها الربانية لما فيها من طهارة للنفوس وتزكية للقلوب وهو ما يتطلب من العاقل أن يعي ويدرك عظمة تلك المناسبة.
لأن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يستعدون لرمضان قبل دخول هلاله بستة أشهر استغلالا لأيامه ولياليه بالذكر والعبادة فقد روي عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فيما معناه من حديث صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا دخل شهر رمضان يشد مئزره كناية عن الجد والاجتهاد في التقرب إلى الله بالطاعات والعبادات لنيل غفرانه وإذا كانت الجمعة بالتأكيد فرصة لإجراء مراجعة للنفس نهاية كل أسبوع فأن شهر رمضان فرصة أكبر لما فيها من سعة وشمول مثل تحقيق تلك المراجعة سعيا لعمل هدنة مع النفس لما من شأنه تقويمها على العبادة والطاعة خاصة مع حلول هذا الشهر الكريم وما يحمل في طياته من معاني عظيمة تستهدف بدرجة أساسية إصلاح القلوب والنفوس.
لذلك ما ينبغي ويفترض أن يتم تهيئة النفس للاستعداد في تطبيق تلك القيم والمعاني التي أشرنا إليها خاصة والمقصود بذلك الاستعداد لاستقبال دخول شهر رمضان ليس بتجهيز المأكولات والإفراط في تناولها أو الإكثار من المشروبات وما شاكل ذلك وإنما تعني عملية الاستعداد تهيئة النفس لتوبة نصوحة ودائمة فلا تكون موسمية مقتصرة على شهر رمضان فحسب وإنما تكون تلك التوبة شاملة لكل شهور السنة.