الفساد تاج على رأس الصحة
زكريا حسان

زكريا حسان –
> عند الحديث عن القطاع الصحي في اليمن لا حاجة للكلمات والعبارات المعقمة فالتعقيم أمر ثانوي وغير مهم حتى في غرف العمليات التي ينسى فيها الأطباء مشارطهم داخل بطون المرضى.
الصحة في بلادنا مريض يحتضر في غرفة العناية المركزة التي تفتقر إلى أدنى مستويات العناية على الرغم من المسمى الكبير وأدوية ومحاليل تكرس في مخازن لا تربطها صلة بمواصفات وشروط التخزين.
الفساد في ادارات المنشآت والمرافق الطبية الحكومية يلمسها الجميع ولا أحد يبتليه الله بالدخول اليها إلا ويخرج يشكو من سوء الخدمات والرعاية وحتى التعامل الإنساني في أماكن تسكنها ملائكة رحمة تركت المجال واسعا لعزرائيل يتفاهم مع المرضى كيفما يشاء.
فيروسات الفساد تنخر في الوظائف العليا لقطاع الصحة وتتسبب في انتشار الأمراض المنقولة إداريا وتمكن السرطانات من السيطرة على جسد الصحة والتغلغل في كل مفاصله ونحن عاجزون عن مكافحته وننتظر الموت ليخلصنا منه لأننا نعلم أن مستشفياتهم لا تمتلك العلاج الكيميائي أو النووي ونرى المصابين به يموتون كل يوم.
لا يختلف اثنان على حجم الفساد الموجود في قطاع الصحة على الرغم من أهميته وملامسته للاحتياجات الضرورية للناس وارتباطه بالحياة والموت ومع هذا لم يحظ بأي اهتمام من كل الحكومات السابقة وصولا إلى حكومة الوفاق التي تفاءل الناس بها كثيرا لكن مع مرور ما يقارب العام من توليها زمام البلاد اصدرت بعض القرارات والتعيينات في عدة قطاعات ولم تقترب من إدارات الصحة نهائيا وكأن مسؤولي الصحة ملقحون ضد التغيير واخذوا جرعات التطعيم ضد القرارات الرئاسية والوزارية في موعدها المحدد والوقاية خير من القرار.
لا أحد من مسئولي الحكومة أو الصحة بالتحديد سيذهب للعلاج هو أو أحد افراد اسرته في مستشفيات الكادحين إن أصابه المرض فلماذا سيتعب نفسه بمتابعة وتقييم أداء المستشفيات ويصيب نفسه بالسكر الذي يباع علاجه المجاني بالصيدليات.
الفساد تاج على رؤوس إدارات الصحة ويحتاج إلى إرادة قوية من الحكومة وإلى عمليات استئصال ومحاليل تطهير واستبدالها بإدارات صحية ومعقمة.
اعتقد أننا لو أردنا تطوير قطاع الصحة فلا بد من قرار صارم يمنع كل من شغل منصبا إداريا في الدولة سواء من السابقين أو اللاحقين من السفر للعلاج في الخارج ولو من أموالهم التي نهبوها من خزينة الدولة وان نتساوى في الظلم.
