الثروات والكنوز الحضارية والمدن التاريخية في محافظة الحديدة..مدينة «اللحية».. واجه
الثروات والكنوز الحضارية والمدن التاريخية في محافظة الحديدة..مدينة «اللحية».. واجه للفن المعماري في تهامة
< إن معرفتنا بتاريخ بلادنا وجغرافيتها يساعدنا على معرفة واقع مجتمعنا ويجعلنا قادرين على حل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والتعرف على مكامن القوة والضعف فيها. وفي نفس الوقت سوف نتمكن من استغلال ثرواتنا الاقتصادية لتحقيق رفاهية اليمنيون وأوجه نداء لكل اليمنيين وعلى رأسهم السياسيين والمفكرين بأن يعملوا جميعا على استغلال هذه الثروات بدلا عن الصراعات السياسية والتفكير في كيف نحكم بدلا عن من يحكم.
أخي القارئ الكريم …
سنتناول في هذا العدد مدينة ومديرية اللحية. واللحية: هي بضم اللام المشددة وفتح الحاء وتشديد الياء وسكون الهاء وهي تصغير لحيه وهي أحد ثغور اليمن على البحر الأحمر وتقع على وادي مور وتطل على ساحل البحر الأحمر وقد كانت مشهورة بصيد اللؤلؤ وهي على بعد 100كم من الحديدة وهي غرب مدينة وتبعد عنها بمسافة 30كم وقد ذكر المؤرخ المرحوم حسين الويسي في كتابه (اليمن الكبرى) بأنها مسورة بهضاب يتراوح ارتفاعها بين 50ـــ80متر فوق سطح البحر وقد ذكر في نتائج المسح السياحي أنه كان يوجد لمدينة اللحية سور إلا أنه قد أندثر وكان يوجد لها أربعة أبواب الباب الأول كان يمسى ابو قيرين وهو ضريح لأحد الأولياء الصالحين والباب الثاني كان يسمى باب العراقي والباب الثالث يسمى الباب الشرقي والباب الرابع باب الخطيب أو باب السوق وقد تميزت قصور ومنازل مدينة اللحية بفنها المعماري الجميل وهي مبنية بالطوب الآجر المحروق والمطلية بالنورة البيضاء ونمطها المعماري هو النمط المعماري المعروف في جميع المدن اليمنية في تهامة وواجهة منازلها وقصورها مزخرفة باشكال هندسية مستوحاه من الأشكال النباتية التي تبرز جمال الفن المعماري اليمني التهامي ويبرز إبداع المهندس اليمني في بناء المنازل والقصور وأول من سكن مدينة اللحية في بداية القرن السابع الهجري عام 619هـ الفقيه أحمد بن أبي بكر بن محمد الزيلعي العقيلي نسبة إلى عقيل بن أبي طالب – الملقب بسلطان العارفين كما وصفه الشرجي الزبيدي في كتابه (طبقات الخواص) – ومن مؤلفاته (ثمرة الحقيقة) و(مرشد اسالكين إلى أوضح طريقة) وقد قدم إلى اللحية من جزيرة زيلع والمتوفى 704هـ ويفترض بعض المؤرخين بأن مدينة اللحية ربما تكون مدينة بلحة التي ذكرها الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب) أنها توجد في وادي مور وقد كانت قرية ثم توسعت حتى أصبحت مدينة وقد أشتهرت مدينة اللحية بالصناعات الحرفية واليدوية مثل الصناعات الفخارية وصناعة قوارب الصيد وأشهر هذه الصناعات تصنع في قرية الخوبة في مديرية اللحية. ومديرية اللحية تقع في أقصى الجزء الشمالي الغربي منها وتطل على البحر الأحمر يحدها من الشمال محافظة حجة (مديرية عبس) ومديرية الزهرة ومن الجنوب مديريتا القناوص والمنيرة ومن الشرق مديرية الزهرة ومن الغرب البحر الأحمر. تبلغ مساحتها 1227كم2 تضم 130قرية تشكل 12عزلة هي: البعجية (ربع الدهل) بني جامع (ربع عديد) ربع الحضرمي (بني جامع) ربع الدوسي والسيفاني ربع الشام ربع الفلو ربع المقرني الزعلية ربع الهجن (بني جامع) الزعلية ربع السمعلي الزعلية ربع عباك الزعلية ربع محجوب مور وربع الوادي. وعدد مساكنها 18.293مسكن وعدد أسرها17.991أسرة وعدد سكانها 105.682نسمة.
وقد ترجم القاضي المرحوم إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) لخمسة وعشرين علما من أعلام مدينة اللحية منهم: حسين بن محسن السبيعي الخزرجي عالم مشارك. تولى القضاء في اللحية ثم رحل إلى الهند ودرس في المدرسة الرياسية وجلب إلى ملك الهند الكتب النفيسة من اليمن. مولده في جمادى الأولي سنة 1225هـ ووفاته بعد سنة 1310هـ. ومنهم أيضا علي بن عمران الحميدي صاحب كتاب (الانتخاب في مسائل حساب الفقه وفقه الحساب) وهو في مجلدين وقد ترجم له أيضا المؤرخ عبدالوهاب بن عبدالرحمن البرهي في كتابه (طبقات صلحاء اليمن) وقد وصف مؤلفه (الإنتخاب في مسائل حساب الفقه) بأنه جدير بأن يشد إليه الرحال ويجعله المتحصلون معتمدهم في كل حال وقال أنه أنشد فيه بعضهم شعرا فقال:
إليك يسير أهل العلم طرا
لأنك كامل في كل فن
ولايغنون مهما غبت عنهم
وإن غاب الجميع فأنت تغني
وأحمد بن محمد بن أبي بكر الزيلعي صاحب كتاب (منظومة في أسماء الصحابة) وحسين بن محسن السبيعي المتوفى عام 1323هـ وصاحب كتاب (التحفة المرضية في بعض المشكلات) وقد ذكر المؤرخ المرحوم عبدالرحمن الحضرمي في كتابه (تهامة في التاريخ) أن من أعلام مدينة اللحية العلامة الفاضل المرحوم مقبول أحمد الصيقل وهو أبو الأستاذ الكبير والوطني الغيور الأستاذ عبدالله مقبول الصيقل أطال الله عمره وبيت الصيقل أسرة صنعانية أنتقلت من أرحب قبل ثلاثمائة
