موظفون يأخذون إجازة في رمضان للتفرغ للعبادة..
تحقيق نجلاء علي الشيباني
تحقيق/ نجلاء علي الشيباني –
الوقت في الغاية من الأهمية خلال شهر رمضان المبارك الذي تتضاعف فيه أجور الأعمال التي تجمع بين التفكر والعمل والسعي والتحصيل للطاعات.
شهر رمضان وعاء للعمل الصالح ويعتبر رأسمال الإنسان أن الكثير من الناس يقلب المفاهيم تحت شعار التزامه بها.. فشهر رمضان يتحول عند البعض من الموظفين إلى شهر للنوم المصاحب للصيام أو للسهر المصاحب لأوقات الليل وبدل أن يصبح الشهر الكريم فرصة لإعادة بناء الإنسان لشخصيته وسلوكه.. تحول الشهر الكريم إلى تناقضات لدى أناس خلطوا بين العمل والعبادة.
أخذ محمد أحمد القباطي إجازة من وظيفته التي يعمل بها وذلك ليظل في رمضان متفرغا للعبادة.. كون رمضان شهر عبادة وصوم وليس هناك داع للعمل الدنيوي وفق قوله الذي إذا قام به فإنه سوف يفطر من خلال احتكاكه بالآخرين وقد يتعب ويخاصم زملاءه أثناء تأديتهم لعملهم.. لهذا فهو يفضل التفرغ للعبادة بدلا من كسب المعاصي.
محمد الحكمي: موظف هو أيضا أخذ إجازة خلال شهر رمضان كونه كما يقول مصابا بمرض السكري وهذا المرض يجعله منفعلا وعلى استعداد لخلق الشجار مع أي شخص سواء زميله في العمل أو مواطن عادي جاء ليأخذ معاملته في الأيام العادية.. وتزداد عصبيته مع الصيام لهذا فهو يخشى أن يجرح صومه لهذا يفضل البقاء في المنزل ويظل نائما طوال فترة النهار ويستيقظ قبل صلاة العصر لقراءة القرآن الكريم وفي الليل يقوم بالتواصل مع أهله وزملائه.
فيما يؤيد حسين القاضي زملاءه الموظفين في الدوائر الحكومية الأخرى والذين يأخذون إجازة في شهر رمضان المبارك وذلك للراحة والصيام والقيام وترك العمل الدنيوي قائلا: شهر رمضان للطاعة والعبادة فقط…
لكنه في نفس الوقت يعترف بأنه لم يتمكن من التخلي عن عادة تناول القات الذي يتناوله مع رفقائه بعد العشاء حتى طلوع الفجر فأين العبادة إذا¿
التفرغ للعبادة
الموظفتان «سحر وهدى» أخذتا إجازة من وظيفتهما وكذا أوقفتا الدورة التدريبية التي حصلتا عليها من الوظيفة من أجل التفرغ للعبادة والصوم وأعمال المنزل التي لا تنتهي في شهر رمضان المبارك.
وها هي الموظفة: أمة الرحمن الرميتة تستغل إجازتها السنوية وتقوم بأخذ إجازة للتفرغ للعبادة لشهر رمضان هي وزوجها الموظف في نفس الدائرة الحكومية قائلا : شهر رمضان للعبادة وليس لشيء غير ذلك فهو شهر يأتي إلينا لنكفر به عن ذنوبنا لهذا يجب علينا استغلال كل أوقاته في الصلاة والصيام ومختلف العبادات التي تقربنا إلى الله عز وجل أما الوظائف فما هي إلا سعي لغرض في الدنيا وشهر رمضان المراد منه التقرب إلى الله عز وجل.
الموظف أحمد الرميم مصاب بمرض القولون والمعدة ولا يمكنه الصيام حتى أن الأطباء منعوه من الصوم لكنه متأكد من أن الصيام علاج بالنسبة له كما يقول لهذا فهو أول من يأخذ إجازة من بين زملائه في شهر رمضان للتفرغ للصيام «أحمد» ينام طوال النهار ويستقيظ قبل آذان المغرب بلحظات تاركا كافة فروض الصلاة ما عدا المغرب والعشاء وصلاة التراويح حيث يقول: أنها غير مهمة ويمكن قضاؤها والله غفور رحيم فهو يعلم بمرضي وكيف أني أصوم بصعوبة.
مضاعفة الأجور
شهر رمضان شهر يدعو الصائم فيه للامتثال لأوامر ربه ففي هذا الشهر الكريم تضاعف الأجور والأعمال الخيرية سواء الدنيوية أو العبادات الإلهية.. فشهر رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار وفي كل يوم يعتق الله عز وجل ستة آلاف شخص من النار لهذا وجب ألا يضيع المؤمن دقيقة واحدة من دقائق الشهر الكريم سواء في العمل أو العبادة فالعمل عبادة في رمضان وغير رمضان هذا ما يؤكده الشيخ/ عبدالحق القاضي أستاذ القرآن الكريم بجامعة صنعاء ويتابع قائلا: شهر رمضان شهر الخيرات وقد مضت أيام معدودة من هذا الشهر ويجب استغلال بقية الأيام بالخيرات ففضائل هذا الشهر يجب ألا تمر ولا يخرج الصائم بعد انقضاء الشهر الكريم بحالة غير حالته المعتادة.. فرمضان شهر الغنائم من الأعمال وإذا لم يغفر له في رمضان فمتى يغفر له.. ويشدد الشيخ على ضرورة قراءة القرآن في رمضان لأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن وأن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ولا يجوز إغفال تدبر آياته وتأمله والعمل بما جاء به ويجب على المسلم ختم المصحف أكثر من أربع أو ثلاث مرات خلال الشهر الفضيل أسوة بالصحابة الكرام..
إهدار
فيما يوضح الشيخ/محمد عبدالله منصر أستاذ التربية الإسلامية وعلوم القرآن الكريم أن هناك شبابا لم يعمر قلوبهم الإيمان والشوق إلى الجنة مما جعلهم يساهمون في تضييع أوقاتهم في ما لا ينفع وقد يضر ويجلب لصاحبه الإثم وربما تطور أمرهم إلى ترك الفرائض ومن كانت هذه حالته فهو على خطر فليرحم نفسه وحالته على ضياع وقته وذهاب عمره ونسأل الله لهم الهداية.
<
