إجهاض الإنسانية
إياد الموسمي
إياد الموسمي –
أحاول وأنا أكتب عن الحوار والجدل الذي لاحق اللجنة الفنية المشكلة ألا أترك مساحة لليأس والإحباط يتسللا إلى واقعنا ليفشلا كل الآمال والتفاؤلات بل والخطوات التي قطعت على صعيد العملية السياسية , إلا أننا وكما يبدو نصطدم بمؤشرات إجهاضيه في مراحلنا الأولى ونعلن الختام في بسملة الموضوع .
كيف لنا أن نتفق على مستقبل وطن كبيير ونحن نصر على الاختلاف في القضايا البسيطة والعادية ونستبعد وجود الشخص الفلاني ومشاركة الشخص علان في اللجنة الفنية أو في الحوار كيف ذلك وقد حدده العالم لنا¿ وأقره اليمنيون لكل شرائح وفئات المجتمع اليمني بلا استثناء او تهميش كوصفة يشخص لنا الداء والدواء بنفس الوقت .
الحوار حقيقة لا جدوى منه ما لم يكن يضم ويستوعب جميع أبناء الشعب ويهرولون إليه بروح الحب والإخلاص للوطن أولا من أجل أن نخرج جميعا من براثن الحقد والفوضى والعنف ونتفق جميعا على صيغة تحفظ للوطن وحدته وسيادته ويتمكن الإنسان اليمني من تحقيق تطلعاته في العيش الكريم والرخاء والنماء .
أي من القوى السياسية تحاول إعلان مواقفها المسبقة من الحوار او تسعى لإجهاض هذا المشروع الإنساني لاشك بأنها تتأبط شرا للوطن وتجهض حلم الملايين من اليمنيين في العيش الآمن والمستقر بإرادتها في إبقاء الوطن يعيش أزماته المستمرة حتى يكتب له الهلاك .
فالاستثناءات وعدم القبول بالآخر وقصور الرؤية البعيدة لما حولنا هي من أثقلتنا برواسبها المتعفنة اليوم وأوصلتنا إلى ما نحن عليه من حال لا يحسد ووضع لا يسر وتركة كبيرة من التشرذم يصعب احتواؤها ولملمتها .
المواقف المتشنجة دائما لاتبني الأوطان كما لا ينبغي الركون لها في قيادة البشر الذين تختلف وتتباين آراؤهم وتوجهاتهم وتختلف مشاربهم السياسية والفكرية .
صناع القرار وأطراف العمل السياسي على مدى عقود من عمر الوطن هم أنفسهم أبطال المواقف اليوم لم يتغيروا وكنا نأمل أن يعتبروا من مدرسة الزمان وأخطاء الماضي في الإقصاء وأقرب الأمثلة المراد الاعتبار منها العودة إلى ما جنيناه نتيجة تعامل وسلوكيات ما بعد حرب 94 من تعامل بعقلية المنتصر _وهانحن اليوم نتوسل الجميع بالتحاور والتهدئة بعد أن أهدرنا الكثير من الوقت بعيدين عن هكذا مشاكل صنعناها بحماقاتنا ومكايدنا, ومن يرفض الحوار ويعلن موقفه المسبق عليه أن يخرج للملأ برؤية بديلة غير الفوضى والعودة إلى المربع الأول.
أرجو أن نستغل روحانية الشهر الكريم وفرصته المناسبة المتزامنة مع هذا العمل الإنساني الوطني ونستعد لتهذيب النفس من المكايدات وغرس فتيل الأزمات ونقبل جميعا على عمل الخير لنصلح أحوالنا ونجتهد كثيرا في الابتعاد عن المواقف المتعصبة والمشخصنة وندرك أن الوطن باق للجميع فقط يثبت كل منا في الميدان حبه للوطن وأبنائه فهذا هو بوصلة النجاح الكبير لأي قوى أو جماعات أو أفراد أو أحزاب سياسية .