دروس لندنية

معين النجري


معين النجري –

رغم طقوس رمضان ومشاغلة و التزاماته إلا أن حفل افتتاح اولمبيات لندن لم يكن ليفوت دون متابعة الكثير من الشباب اليمني, وكنت أنا واحدا من أولائك الذين حرصوا على متابعة الحفل لاكتشف مالذي يمكن أن تقدمه لندن بعد ما حاولت بكين إحراج المستقبل بما قدمته من إبهار ودقة و إدهاش خلال افتتاح الاولمبيات الماضية.
ما لفت انتباهي في حفل افتتاح اولمبيات لندن ليس التقنية العالية التي أجادوا استخدامها في مفردات الاحتفال, ليستعرضوا أمام العالم المراحل التي عاشتها بريطانيا وكيف انتقلت من الزراعة إلى الصناعة لتنقل معها حياة الإنسان البسيط من مدار إلى أخر .
ما أعجبني في الحفل وجعلني أكثر احتراما للعقل الانجليزي هو حرصهم على تكريم مبدعيهم وأعلامهم في مختلف المجالات الفنية والإنسانية, وتكريم المؤسسات الرائدة في تقديم خدمات جليلة للإنسان مثل المؤسسات الطبية.
لم يحضر السياسي باستثناء ملكة بريطانيا التي تعد رمزا قوميا, وفي المقابل حضر الممثل السينمائي بقوة و حضر الموسيقي والمؤلف و الأديب و الكاتب.
لقد قدموا دروسا مجانية للأمم والشعوب الأخرى , خاصة شعوب العالم الثالث التي ما تزال تنظر إلى المبدع في مثل هذه المجالات على انه جملة زائدة يمكن التخلص منها أو تجاهلها, ولن يحدث شيء لسير الحياة هذا إذا لم يكن أفضل .
قالوا لنا الانجليز بلسان فصيح هؤلاء هم من يجب أن نكرمهم في مثل هذه المناسبات على ما قدموا من اجل خدمة الإنسانية.
لقد بذلوا الكثير ليكون العالم أكثر سعادة . إنهم رسل سلام , وما قاموا به سيظل طويلا في ذاكرة الإنسان بغض النظر عن جنسيته أو لغته أو عرقه.
هؤلاء أبناء بريطانيا التي فاخرت بهم اليوم أمام العالم ولها ذلك, وعلى كل الشعوب أن تلتفت إلى أبنائها المبدعين لتمنحهم حقهم الطبيعي حتى يكون العالم أكثر جمالا وعدلا.

قد يعجبك ايضا