أحمد … الهايل … السعيد!!
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش –
{ على غير العادة فقد تأخرت عن أن أرثي رجلا يستحق أن نتذكره ما حيينا ليس لفلوسه ولا لإمكانياته وليس لأنه ابن الهايل الأكبر هائل الذي أسس للأخلاق والعقل وخلافة الله على المال دولة وأي دولة.
قلت أحدث نفسي : لا تستعجل فالرجل صاحب حق في أن تقول عنه ما يستحق وهو إن أردتم يستحق ما يوجب تقديره واحترامه ما يملأ المساحة بين التربة والزرقة وللرجل في اسمه نصيب وأي نصيب فبيت هائل أو هائل نفسه فتح الله عليهم ليس بالمال فأصحاب المال كثر إلى درجة أنك لا تراهم معظم الوقت وهو تراه لأنه يراك بعين الرزق الآخر والأكبر العقل والأخلاق والمال.
قال صاحبي : تقول بيت هائل لمو عاد يندوا للناس قات وقدهم يركبوهم باصات وينزلوهم فنادق ويوزعوا لهم فلوس¿ قلت : يا صاحبي هؤلاء الناس يتعمدون ذلك ليكون لهم عذر أن يعطوا الآخرين مما استخلفهم رب العالمين عليه تلك الحكاية بكاملها.
اقتربت من الرجل الذي كان قريبا من دعوات الناس له بكل خير إبان أول دعوة لحضور احتفال المؤسسة السنوي كنت أتحدث مع شوقي ذلك الصباح التعزي الندي ليشير لي : ها هو الوالد بادرت للسلام معرفا بنفسي وأضاف شوقي : يقول أن والده صديقك همس في أذني يسأل عن اسم والدي فذكرته فابتسم : تصدق عادنا الآن عائد من عدن لقد حضرت عرس واحد من عمالنا وهناك وجدت أحدهم يتحدث عن والدك قلت في أعماقي محدثا : الله أحمد هائل يحضر عرس عامل وإلى عدن ينزل!! وحدثت نفسي من جديد : هذا هو سر السعداء آل هائل ليس بفلوسهم بل بهذا الخلق الرفيع بدون ادعاء ولا مناسبات انتخابية وبعد ظهر اليوم نفسه كان أحمد هائل يوزع علينا القات بيده : واعذرونا نحن مقصرون التفت إلى زميلي علي الأشموري : ما رأيك نلعن أنفسنا¿ ضحك علي طويلا!!
كلما تلتقي الرجل يظل ينظر إليك طويلا ويرسل إلى وجهك ورأسك وجسدك كله رسائل الود والتقدير كائنا من كنت وانظر إلى الحاج علي يقول لك بطيبة أب حنون : أنا أخزن كل يوم مع هؤلاء الثلاثة البسطاء لا أريد غيرهم والتقö بالرجل الواسع عبدالواسع وهنا تتوقف أنفاسك اللاهثة والرجل يلحقك إلى باب مصعد المركز : أشركني في الأجر فإذا التقيت محتاجا كلمني.
أحمد هائل سعيد لم يكن رجل أعمال فحسب بل كان إداريا ناجحا وصاحب رؤية ثاقبة فرحلة تمتد من الأعروق إلى عدن إلى جيبوتي إلى المخا إلى تعز لا بد أن تصقل روح الإنسان وشعر رأسه وفي الجامعات كم من الصلع يحملون أوراقا تظل أوراقا لا معنى لها مقابل شهادات أعلى تمنحها الجامعة الأكبر ليست الحياة بقدر ما هي جامعة هائل سعيد وأنعم به من رجل أكبر من كل الجامعات الحكومية والخاصة!!
رحم الله الأب والابن منú تركا ليس الأثر بل الآثار لمن يريد أن يقتدي ويمشي على نفس الطريق وصولا إلى الهدف الأسمى رحم الله أحمد هائل سعيد.