نزف وعرفان لـ(البردوني) وقبلة محبة لـ(أدباء صنعاء)
عبدالكريم المدي

مقالة

عبدالكريم المدي –

مقالة
ألف شكر وألف تحية وألف وردة وألف تعظيم سلام للإخوة الاعزاء في قيادة اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين (فرع صنعاء) الذين دائما ما يقدمون ويرسمون لنا لوحات من الحب والوفاء ويجعلوننا من خلالها نعجز عن التعبير لهم أو على الأقل القول لهم شكرا وبالطريقة والمفردات التي يستحقونها.. على أية حال.. ولعل الصفة التي لا تعجبني أنا شخصيا كتلميذ وصديق للأستاذ الشاعر محمد أحمد القعود رئىس فرع الاتحاد بصنعاء أنه لتواضعه الزائد يقاطع أي شخص يريد أن يعبر له عن مشاعره تجاهه أو عن موقف ما أو جملة من صفاته النبيلة والانسانية والاخلاقية التي كان آخرها احتفائية فرع اتحاد الادباء بصنعاء بالذكرى الـ(13) لرحيل رائي اليمن وشاعرها الكبير عبدالله البردوني.
في هذه العجالة التي خصصتها لهذا الحدث.. وبما أنني أدرك بأن صديقي وشاعري واستاذي محمد القعود لن يعجبه ما أقوله عنه ومن ذلك أنني ومنذ عرفته قبل سنوات أجده مثقلا بالطيبة والتسامح والمحبة والروح المتجددة والوفية التي كنت وما زلت أحسده عليها أحسده على وفائه لكل أصدقائه ولكل الرموز الأدبية والابداعية والوطنية التي صنعت لهذا البلد الكثير ولم تأخذ منه حتى أقل القليل وعلى رأسها الاستاذ الشاعر الكبير البردوني.
في كثير من الأيام واحتفائيات فرع اتحاد الأدباء بصنعاء بذكرى وتراث البرودني الهام والهائل كان القعود في صبيحة أيام الجمعة التي تتواءم مع ذكرى رحيل البردوني يتواصل مع كثير من الزملاء والاخوة والتلاميذ وأنا بالطبع أحدهم كي ينظموا زيارة في صبيحة هذه الجمعة أو تلك لضريح الراحل عبدالله البردوني بمقبرة خزيمة بالعاصمة صنعاء ووضع الزهور والورود على الضريح.. وقد كان لي الشرف بأن كنت واحدا من الذين لبوا دعوات استاذنا القعود ونالوا شرف الذهاب لزيارة ضريح البردوني.
ونحن نتحدث عن الراحل البردوني واحتفائيات اتحاد الادباء فرع صنعاء به هل تعلمون ما هي أجمل صفات القعود¿ سأجيبكم حسب معرفتي به أنه لم يتوقف أو ييأس أو يمل أو يتضعضع يوما ما حيال تنظيم مهرجانات الاحتفاء إما بذكرى رحيل البردوني أو بنتاجه وغيره من الرموز الأدبية والثقافية والابداعية التي ظلت وستبقى في حياة اليمنيين واقفة كالأشجار السامقة ولن تسقط أو تموت مهما كانت شدة قساوة الزمن وفجاجته وبالرغم من المثبطات وشحة الامكانيات لفرع اتحاد الأدباء بصنعاء ونحن نعرف هذا تماما وبدون مجاملة.. فقد ظل هذا الفرع وفيا ومصرا وغير مستسلم للعقبات أبدا والدليل على ذلك فعالية الاتحاد ومنتدى البردوني اللذين نظما فعالية محترمة بغض النظر عن إمكانياتها بالذكرى الـ(13) لرحيل الشاعر الكبير عبدالله البردوني.. والتي احتضنها رواق بيت الثقافة صبيحة الخميس الماضي.
أقول لعل الاستاذ محمد القعود وبالاضافة لما يمتلكه من قيم نبيلة ومعه الاخوة الزملاء في قيادة أدباء صنعاء أدركوا منذ حين أن الإنسان المنفصل عن تاريخه ورموزه الذين يمثلون ذاكرته ليس لهم مستقبل من هذا المنطلق وغيره احتفوا اليوم كما احتفوا أمس وسيحتفون غدا ونحن معهم ما حيينا بالكلمة التي قهرت وتقهر المدفع وتعلي من شأن الانسان ورسالته ومكانته في الحياة.
على كل وبلا أدنى شك أن الراحل البردوني يستحق أكبر وأكثر من الفعاليات الاحتفائية المتواضعة التي يبذل الاخوة في فرع صنعاء جهودا مضنية لتحقيقها لكن يبدو أن المجتمع بمؤسساته الرسمية والاهلية بالا