الألعاب النارية كارثية تغتال فرحة العيد
نصر حميد القدسي

نصر حميد القدسي –
ألعاب نارية ومفرقعات تبدو مسلية برأي البعض ومظهرا للتعبير عن الفرحة والبهجة بالعيد وسائر المناسبات السعيدة بينما يجد فيها الأطفال والمراهقين متعتهم وقد غفلوا خطرا توارى في فرقعاتها المدوية وبريق ألوانها الزائفة..
أ.د/ نصر حميد القدسي- استشاري الحروق وجراحة التجميل(رئيس هيئة المستشفى الجمهوري التعليمي بصنعاء) ينصب حديثة على قضية الإصابات والحروق المترتبة على اللعب بالمفرقعات والألعاب النارية لاسيما من قبل الأطفال والمراهقين والتي يزداد الإقبال عليها هذه الأيام ابتهاجا بعيد الفطر المبارك:
استخدام الألعاب النارية والمفرقعات ظاهرة ما عادت شائعة في الأرياف بل أصبحت رائجة في المدن لاسيما في العيد وعند الاحتفال بالأعراس.
وتصنف -عموما- إلى مفرقعات شرارية لامعة ونوافير وصواريخ ومفرقعات صوتية ومقذوفات أشبه بالقنابل المدوية حيث والأخيرة أخطر أنواعها بسبب ارتدادها – أحيانا- بشكل معاكس إلى الشخص الذي قام بإشعالها.
كما إن بعضها يتخذ شكل الأسلحة الحقيقية كالمسدسات والبنادق وأشكال أخرى أشبه بقنابل وصواريخ حقيقية مصغرة ثم يقال: إنها ألعاب! مجرد ألعاب أطفال ليس إلا!
وليس خطرها على مستخدمها فقط بل حتى الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها لفرقعتها المشتعلة التي تصل إلى عشرات الأمتار وما قد تسببه من حروق بدرجات مختلفة وإصابات أخرى قد تتعدى الإصابات العادية إلى حروق وتشوهات واسعة يترتب على البعض منها حدوث إعاقة دائمة نتيجة إتلافها إحدى الحواس ويمكن أن يصل بها الأمر إلى التسبب بفقدان إحدى الأطراف أو أجزاء منها..
مع الأسف أصبحت المفرقعات النارية تجارة مربحة رائجة تجتذب الأطفال والمراهقين فيتهافتون على شرائها دون رقيب أو حسيب مهما أساءوا استخدامها أمام تغاضي آبائهم وأمهاتهم وكأنما الأمر لا يعنيهم حتى وإن تأذى الناس من فرقعاتها أو من الفوضى والصيحات الصاخبة المزعجة التي يحدثها العابثون.
فهل يعقل أن يسر الآباء والأمهات لمثل هذه التصرفات الطائشة¿ أما علموا أخطارها¿ أو سمعوا عن حوادثها المأساوية¿
تساؤلات نطرحها على القارئ ليجيب عليها طالما أن البعض يعتبرها وسيلة مبهجة تعبر عن الفرحة بالمناسبات الأسرية والاجتماعية وبقدوم العيد وهم بذلك يتجاهلون إيقاع الخطر الذي تصدره فرقعاتها أو طلقاتها المدوية واشتعالها الخلاب وما فيه من تهديد محتمل يظهر على حين غفلة مهما توارى عن الأنظار ليحل بالعابثين بها والمتواجدين على مقربة منهم حيث تتراوح الإصابات التي تلحقها بين طفيفة مثل الكدمات والرضوض وبين إصابات شديدة كحروق الوجه واليدين وبقية أجزاء الجسم بمختلف درجاتها وما ينجم عنه من عاهات مستديمة أو مؤقتة. كما من الممكن أن تؤدي الألعاب النارية إلى فقدان نعمة البصر أو السمع أو إلى التلوث السمعي أو بتر اليد أو الأصابع.
ناهيك عن إلحاقها الأذى بالناس وإثارتها الرعب وإزعاجها للمصلين والنائمين والمرضى وتسببها بأضرار نفسية تنعكس سلبا على الأطفال الصغار.
في حين يرى بعض الباحثين في علم الاجتماع والنفس- أيضا- أن لهذه الألعاب آثار اجتماعية ونفسية غير محمودة كونها تولد العنف عند الطفل بما له من مآل خطير على سلوكه وشخصيته مستقبلا مع أن الأصل في تربية الأطفال غرس الهدوء وروح الطمأنينة والاستقرار بدلا من الخوف والرعب.
لعل أقرب تشبيه للألعاب النارية وصفها بالقنابل الموقوتة كونها تنفجر بشكل مفاجئ على مستخدميها والآخرين من حولهم لحظة استخدمها ونتيجة التخزين الخاطئ للألعاب النارية بالمتاجر ومخازنها في الشوارع والأحياء السكنية أو نتيجة استخدامها العبثي مخلفة انفجارات كارثية تتسبب بوفاة وإصابات العشرات من الناس في الحادثة الواحدة وكذلك تتسبب بخسائر مادية طائلة بتدميرها العديد من الممتلكات..من منازل ومتاجر وأسواق ومرافق مختلفة..الخ.
لاشك إن الدول حول العالم تستعملها ابتهاجا بالأعياد الوطنية والاحتفالات الجماهيرية ولكن شتان بين استعمالها في المحافل الرسمية وبين استعمال الناس لها بلا قيود إذ ليس مستخدميها في المحافل الرسمية الوطنية والشعبية أطفالا ولا مراهقين على نحو يهدد سكان الأحياء والشوارع المأهولة بل يرتب لإطلاقها ويتم إشعالها وإطلاقها وفق قواعد السلامة.
وإذا ما استعرضنا الحروق الناتجة عن العبث بالألعاب والمفرقعات النارية فسنجدها تتفاوت في حدتها وخطورتها وتتألف من:-
o حروق بسيطة:- لا توجد بها فقاعات بل احمرار وألم في موضع الإصابة.
o حروق متوسطة:- توجد فيها فقاعات وتسلخات سطحية مثيرة للألم .
وبالتالي يلزم كإجراء وقائي تغطيته