الغرب في عقول العرب
عمر كويران
عمر كويران –
أينما تجد عربيا في معلم الخارطة يتحدث عن الغرب يستكين في حديثه منقط السياسة وفارق الفهم بين الغرب والعرب .. وعندما يناقش مربع أية قضية يستخلص عقله سلوكيات لها مواصفات عجيبة في تحليل كلامه مستمدا ذلك من فارق الخصوصية فيعطي الأحقية لأولئك بمعمد سيطرتهم على الأمة العربية في كل الاتجاهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويمنح وسام شرف لهم لتكييف وضعهم بهذا المكان وقدرتهم على كسب كل شيء دون مقابل مدفوع لأمته .
في دول الغرب حيث يعيش الكم الكبير من أبناء العروبة بمختلف مناشطهم وعموم مخرجات عقولهم جميعهم يرى في مسكن البيئة الغربية حياة غير تلك التي عرفها ويعرفها عن بيئته كعربي وله في المرجعية إنسياق محمله أن هذه أمة صاحبة مكانة راسخة بالتعاطي مع من حولها بأساليب يفتقدها البقية بنظرة مقيدة غربيا في أصل مطرحه منها . وفي الوطن العربي حديث أهله تمجيد بالغرب وشبه تقديس لمستواهم وتوثيق بأنهم هم محيا الحياة في عقد ربطهم بالديمقراطية وعماد التعليم وفقه الاختراع ونوعية الصناعة بمجملها .. بينما العرب لا يملكون من هذه الصفات شيء على الإطلاق برغم ملكيتهم لكل ما أمدهم الخالق عز وجل من نعمة الأرض وما فيها .. لكن العقول في رحم موقعها خاوية . لهذا لم يجدوا وسيلة لكيفية التعامل مع الآخرين إلا عبر السيطرة عليهم لمعرفتهم ما لديهم من قوة تتحكم بفرض رؤياهم لما يريدون هم فقط عائد لمصالحهم وصالح بلدانهم ويسر الاستلام الملبي لرغباتهم . وعلى هذا الأساس بقي العقل العربي خارج أي نطاق يسمح له بالتفكير . عندها لا يمكن المعارضة بغير ذلك لإجماع المختزل في الرؤوس .
السياسيون العرب منطلق فهمه في هذا المجال مبني على السياسة الغربية وما يقره الغرب هو الذي يسود بترجمة عربية مساقه إلى كل دماغ عربي تحت مبررات مؤطرة غربيا والقبول بها ومن لم يفعل مصيره معروف من المخطط المعد عبر الكيان العام لمسمى الأمم ومن هنا استحق الشارع العربي الهيمنة عليه فهناك خماسية دولية هي وحدها تقول لا أو نعم ولا يوجد اختلاف بينهما وحين يريدون إقناع العربية يختلفون في المظهر في محط ( الفيتو ) لإتمام تعميد مرادهم بحسب التفاهم للتنفيذ فيرضخ العربي لما يتم التوصل إليه بهذا المقعد لمأمن المجلس . وعلى مدى السنوات منذ عرفنا الغرب وطريقة التعامل لمسمع الخطاب وتناقضه بالأفعال ويساعده على ذلك الإعلام العربي للتتويه وتشتيت الأفكار .
لا ندري هل سيأتي زمن يغير هذا الواقع ــ قد ــ لكن في خياله من الصعب الوصول أليه إذا ظل ظلال الغرب باسطا مخيلتة في عقول العرب .. مع الاعتراف بأن الدنيا مصالح ومقتضيات إذا توفرت عند العرب بما يتوافق وعقلية نظيفة مدركة فلا بد أن تتوازن شوكة الميزان فيكون العدل هو المرجع وهذا يحتاج لوقت طويل لعقول أجيال قادمة من أبناء العرب تحمل معنى الإحساس بالعروبة .