إما إعلام … وإما تحريض!!
عبدالرحمن بجاش


عبدالرحمن بجاش –

حدثني من أثق به : كنت واقفا بجانب مدرسة ليحدث أمامي التالي مصور ومحرر من إحدى القنوات التلفزيونية يلاحق شائبا تحت إبطه كومة من الكتب :
– يا والد نشتي نسألك¿
– ما هو¿
– هل سلموا ابنك الكتاب المدرسي¿ وهل ترى أن الحكومة هذا العام استطاعت أن توفره للطلاب¿
– نعم وهذا تحت إبطي ماهوه و… اوقف المصور الكاميرا وصاح المحرر التلفزيوني : يا والد مالك قل ماشي ما وفرت الحكومة ولا شي!! غضب الرجل :
– كيف تشتيني أكذب هيا ريحوا لكم.
أصروا عليه رفع صوته انتبه أحد منú كان في المدرسة دعا المدير وكان سيحدث ما لا يحمد عقباه للطاقم والمحرر!!
لماذا يحدث هذا¿ ولصالح منú يتحول بعض الإعلام هنا إلى أدوات للتحريض لتصفية حسابات سياسية ضيقة¿ بل وصل الأمر إلى درجة أن بعض مواقع وصحف لا تتورع عن التزوير والكذب وفبركة أخبار لا تمت للحقيقة بصلة!! ما المصلحة التي يجنيها هذا أو ذاك¿ إذا كانت مصلحة شخصية وهي كذلك فأين مصلحة هذا البلد الذي يكفيه ما فيه¿ هي المصلحة التي تجعل هذا أو ذاك يكون مستعدا لأن يحرق روما بما فيها من أجل حسبة ضيقة من أجل ما يمكن أن يكون فتنة يراها غير ذلك فلا يدري عواقب ما ينشر أو يبث المهم أن يرضي هذه الجهة أو تلك وليذهب المجموع إلى الجحيم!!
كنت قبل أيام قد كتبت عمودي عن النائب والوزير لأوصل رسالة إلى أكثر من طرف بأن هنا نموذجا للتعايش بين وزير ونائبه هما في التربية والتعليم ومعنى أن ينسجم اثنان على رأس وزارة مهمة فستنعكس علاقتهما النموذج على مجمل أداء الوزارة وأولها توفير الكتب المدرسية وهو ما رأيناه في صورة ما حدث للرجل والطاقم الذي لا أدري كيف سيواجهان دليل وسائل إعلام أخرى حين تعرض وبالدليل أن الكتب لأول عام تتوفر من أوله حين يتحول الإعلام إلى أداء حزبي فاشل ومقاضاة أغراض شخصية ويصبح الإعلامي أداة يطوعها هذا أو ذاك فهي الكارثة إذ منú سيقدم الحقيقة للناس وهو ما لمسناه في الاحتجاجات على الفيلم المسيء الذي لم يشاهده أحد فينا!! وهكذا تذهب بنا الشائعات التي تتولى وسائل إعلام توزيعها يمينا وشمالا ثم نكتشف في الأخير أننا الخاسرون!! يفترض في ميثاق شرف مهني في داخل كل منا نتعلم منه أن نكون مهنيين أولا وأخيرا.
