خيارات أجدى لنصرة أقوى

ابراهيم الحكيم


 - بكل بساطة .. كان أبلغ رد وأقوى نصرة لرسول البشرية وسيد البرية على المحاولة الوضيعة «الانجلو صهيونية» للإساءة إليه بالافتراء عليه صلوات الله وسلامه عليه وآله وتزوير حقيقة سيرته العطرة المنزهة من أي شائبة والمعصومة من أي عائبة.. الرد بذات وسيلة المعركة خصوصا وأن المسلمين يملكون حجة أقوى وقرائن أمضى ورسالة أسمى.
ابراهيم الحكيم –

بكل بساطة .. كان أبلغ رد وأقوى نصرة لرسول البشرية وسيد البرية على المحاولة الوضيعة «الانجلو صهيونية» للإساءة إليه بالافتراء عليه صلوات الله وسلامه عليه وآله وتزوير حقيقة سيرته العطرة المنزهة من أي شائبة والمعصومة من أي عائبة.. الرد بذات وسيلة المعركة خصوصا وأن المسلمين يملكون حجة أقوى وقرائن أمضى ورسالة أسمى.
لا تخاطب العقول بالصراخ والعويل والنواح حد النباح ولا ينتصر للرسول بالاحتجاج الهمجي أمام السفارات الاميركية حد إباحة الاجتياح والاعتداء والقتل والنهب المسيء للرسول الكريم وخلقه العظيم والمؤصل لاتهام الإسلام بالتخلف وللمسلمين برضاعة الإرهاب
لا علاقة للحكومة الأميركية بالإعلام وصناعة الأفلام.. الحال هناك ليس كما في أي قطر عربي.. لا سلطة حكومية على حرية العمل والإبداع والتعبير بمختلف أشكالهما.. الأمر خاضع للاستثمار الخاص ورأس المال في المقام الأول وتنظمه نقابات مهنية للإعلاميين والصحافيين والممثلين والمنتجين والمخرجين والعارضين…الخ.
لذلك كان الأحرى أن يتخذ الاحتجاج طابعا مدنيا حضاريا ويسلك أكثر من منحى لإيصال رسالته وتحقيق غايته من دون الانزلاق في شراك الاستفزاز المغيب للعقل والمعيب للرسول الكريم نفسه والذي من شأنه أن يصيب أمته في مقتل وإن بتأكيد وصمة التخلف فيهم وتهمة التطرف وشبهة العنف والإرهاب.
لا أعني هنا بالطابع المدني الحضاري التحريض باتجاه إعلان المقاطعة الاقتصادية للولايات المتحدة الأميركية وحظر المنتجات الأميركية فمثل هذا الخيار وعلاوة على أن لا مبرر له لكون داعي الاحتجاج ليس فعلا أو عملا حكوميا فإنه واقعي صعب إن لم يكن مستحيلا تنفيذه عمليا والتزامه اقتصاديا..
ما عنيته بالاحتجاج المدني الحضاري إمكانية اللجوء إلى القضاء الأمريكي بدعوى احتقار المعتقدات والتمييز العنصري والتحريض على الكراهية وغير ذلك مما يمكن للقضاء الأمريكي النظر فيه ومدى إقدام الفيلم عليه وتعمد منتجه ومخرجه لارتكابه وإصدار الحكم فيه.. تماما كما عمد ويعمد الكيان الصهيوني حين انتقاده مستغلا وجود قانون يحرم معاداة السامية.
كذلك إمكانية اللجوء إلى وسائل عملية ولها فاعلية في التأثير والضغط باتجاه تأليب رأي عام دولي مناهض للفيلم مضمونا وأهدافا كالدفع باتجاه إعلان مقاطعة عربية شاملة لشراء واستيراد وبث الأفلام الأميركية وكل مفردات الإنتاج الفني الأمريكي احتجاجا على الفيلم.
مثل هذا سيكون أجدى وأقوى في مجتمع وسوق يحكمهما المال والمصالح الاقتصادية ومن شأنه أن يدفع نقابات الممثلين والمنتجين والمخرجين ودور السينما في الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة وحازمة تجاه أي منتسب لها يهدد مصالحها تصل إلى سحب رخصة مزاولته المهنة وإلى حظر عرض الفيلم رسميا.
أيضا يمكن للأمة الإسلامية والعربية أن تقدم ردا قويا وعمليا ومجديا أكان على المستوى الحكومي أو المدني.. عبر اللجوء إلى ذات الوسيلة الأمضى لنشر الأفكار وتشكيل الانطباعات والمواقف وتنميط المعتقدات والتسلح بها لمواجهة كل ما يسيء للإسلام.. رسولا ودينا وعقيدة ومجتمعا..
ولو أن كل فرد في أمة المليار وثلاثمائة مليون مسلم التي تهيج وتثور ثائرتها فتفور ثم تخور كما المياه الغازية دفع دولارا لصالح تمويل إنتاج فيلم سينمائي عالمي كادرا ولغة وانتشارا يكون قوي السبك للنص والمعنى متقن الفن والمبنى على شاكلة فيلمي «الرسالة» و»عمر المختار» لطيب الذكر مصطفى العقاد شهيد إرهاب المتأسلمين..
لو حدث مثل هذا الفعل الإسلامي المدني الحضاري العالمي لكفى ولكان أجدى نفعا وأقوى ردا على فيلم تافه المضمون: نصا وحوارا وسيناريو .. رديء الإنتاج: تمثيلا وتصويرا وإخراجا.. عديم الحبكة وفاقد الرسالة المقنعة .. بشهادة كل النقاد الغربيين.
ما كان لهذا الفيلم أن يروج أو يشاهد لولا أن تكفلت ردود فعل المسلمين العبثية بتنفيذ أقوى حملة ترويج ودعاية بل وبإيجاد ما يعزز مصداقية الافتراءات والإسفافات التي يتقيح بها حدا أساؤوا إلى الرسول الكريم من حيث يعتقدون أنهم ينصرونه!!.. والله المستعان.
alhakeem@yemen.net.ye

قد يعجبك ايضا