تفريخ أحزاب أم تفخيخ شعب

عبد الكريم سلمان السالمي

 - من الغريب والمثير فعلا  للدهشة ما تطالعنا وتتحفنا به كل يوم وسائل الإعلام (صحفا وقنوات) عن تأسيس وإشهار حزب جديد  وكأن الشعب اليمني فقط كان ينقصه تفريخ أحزاب جديدة  وكأن الثورة الشبابية قامت فقط من أجل تأسيس وتكوين أحزاب إضافية لتكتمل اللوحة الملونة لليمن بوجود (100) حزب
عبد الكريم سلمان السالمي –
من الغريب والمثير فعلا للدهشة ما تطالعنا وتتحفنا به كل يوم وسائل الإعلام (صحفا وقنوات) عن تأسيس وإشهار حزب جديد وكأن الشعب اليمني فقط كان ينقصه تفريخ أحزاب جديدة وكأن الثورة الشبابية قامت فقط من أجل تأسيس وتكوين أحزاب إضافية لتكتمل اللوحة الملونة لليمن بوجود (100) حزب وكأن طموح الشعب اليمني هو إنشاء أحزاب جديدة فقط وأن الأحزاب التي أنشئت بعد الوحدة اليمنية (1990م) والتي وصل تعدادها لأكثر من أربعين حزبا لم تكن كافية للتخفيف من كاهل الشعب اليمني وآلامه ومعاناته المعيشية والاقتصادية والتنموية والأمنية .. فلذلك كل يوم وكل أسبوع نقرأ ونسمع عن إشهار حزب جديد وتفريخ حزب آخر منذ تشكيل حكومة الوفاق فمن يدري كم عدد الأحزاب التي سيتم تشكيلها وإشهارها حتى نهاية الفترة الانتقالية.. وكأنهم يريدوا أن يرسمون على وجه المواطن اليمني ابتسامة عريضة للحاضر والغد بوجود (100) حزب جديد وقديم منتشرة على كل ربوع أرض السعيدة من صعدة إلى المهرة ليتخذ قادة هذه الأحزاب جميعا من أبناء الشعب سـلما ومطايا للوصول لغاياتهم وآمالهم المنشودة من المحاصصة والتضارب والتنافس على تقاسم الثروة والسلطة فبغير أبناء الشعب اليمني لن يتمكنوا من تأسيس أي حزب أو حصول الموافقة الرسمية على الإشهار لأي حزب …. ونحن على يقين تام أنها كلها أحزاب جديدها وجـل قديمها لا تمتلك رؤية استراتيجيه لليمن وشعب اليمن .. وصحيح أنها أحزاب بدون رؤى وبرامج وأدبيات استراتيجية موثقة وملموسة .. لكننا نرق لحال المواطن اليمني المسكين والمغلوب على أمره كم سيكون جهده عقليا وفكريا ليستوعب كل هذه الأحزاب وضجيجها الله يعينه كم سيعـاني فكره وعقله ورأسه من صداع وشقيقة وحمى نتيجة تضارب أفكار وبرامج هذه الأحزاب كلها ومن أين للمواطن اليمني أن يستوعب جميع هذه الأحزاب التي من المسلم به أنها لن تحمل أي أجندة أو رؤى صادقة لصالح اليمن وشعب اليمن ووحدة اليمن ¿
فليتأكد للجميع أن كثرة الأحزاب ليس دليل عافية للبلاد والشعب ولا مؤشرا إيجابيا للوطن أو دليلا على ارتفاع وعي المواطن بل هو مؤشر سلبي على تدهور وضع البلد أي بلد كان .. حيث نجد أن الدول المتقدمة والدولة ذات الوضع الاقتصادي الجيد لا يوجد بها سوى حزبين إلى ثلاثة أحزاب فقط لا غير تتنافس كلها تنافسا شريفا ونزيها على البناء والتنمية والتقدم والنهضة لبلدانها وشعوبها بينما كثرة الأحزاب في بلادنا دليل واضح على تدهور وضع البلاد على كل المستويات بل إنه يزيد من تفاقم هذا التدهور وتفشي الفوضى والفقر ولنا عبرة بفترة العقدين الأخيرين (1990 – 2010م) ما الذي أوصل اليمن إلى وضعنا الحالي سوى كثرة الأحزاب في ظل تدني الوعي لدى المواطن وغياب الرؤية لدى الأحزاب وقادتها وتغليبهم المصلحة الحزبية والشخصية على مصلحة اليمن وشعبه ووحدته والتقوقع في بؤرة تقاسم السلطة والثروة وهات يا تنافس محموم .. فـلöـم لا نعتبر بالوضع السابق وبالأحزاب السابقة وإلى أين وصلت باليمن من حالة التدهور وحالة اللا استقرار وما زالت في ظل غياب الرؤى الصحيحة والمستقبلية لديها .. وما هو الجديد لدى الأحزاب الجديدة لتقدمه للناس ¿ وما هي رؤيتها ومبادئها واستراتيجياتها لليمن وشعبه ووحدته وأمنه واستقراره ونهضته وتنميته وازدهاره ¿ أنبئوني إن كنتم صادقين .. أكيد الجواب لا جديد ولن يكون هناك جديد في هذا المضمار نتيجة لغياب الرؤى والأسس الصحيحة والنوايا الصادقة والإرادة الجادة لدى الجميع في التنافس السلمي والراقي والحضاري والهادف في بناء اليمن كل اليمن .. والخوف كل الخوف أن تختزل الأحزاب الجديدة منتسبيها في خطاب مأزوم ومحموم كسابقتها وهذا سيزيد الطين بلة والشعب واليمن علة خاصة وأننا لم نجد شيئا نـطـلع عليه من رؤاها واستراتيجياتها وبرامجها سوى إعلان الإشهار وقوائم أسماء المنتسبين لإضفاء قانونية إشهارها بل إنني أجزم أن غالبية هؤلاء المضمنة أسماؤهم في قوائم الإشهار لا يوجد لديهم أي معرفة أو إلمام كاف عن الحزب ورؤيته وأهدافه فقد حدثني أحد الزملاء حينما باركت له بانضمامه لحزب جديد فرد علي بقوله صدقني ما أنا داري ما هو هدف الحزب ¿ فقلت له كيف تدخل حزب دون أن تعرف هدفه أو أي شيء عنه ¿ فقال لي جاء زميل لي وأحرجني بتسجيل اسمي فوافقت دون قناعتي التامة .. وأنا متأكد أننا لو سألنا غالبية من انضووا تحت قوائم أسماء إشهار الأحزاب الجديدة لوجدن

قد يعجبك ايضا