المشكلة في رمضان

خالد الصعفاني


 - هي مشاكلنا وإشكالياتنا في رمضان طبعا وليست مشاكل الشهر الفضيل نفسه .. حيث يبدأ بعضنا بالاعتقاد أن رمضان يعني مسبحة و»مسويك « عود أراك وإم بي ثري مليئا بالتلاوات ثم وج
خالد الصعفاني –

هي مشاكلنا وإشكالياتنا في رمضان طبعا وليست مشاكل الشهر الفضيل نفسه .. حيث يبدأ بعضنا بالاعتقاد أن رمضان يعني مسبحة و»مسويك « عود أراك وإم بي ثري مليئا بالتلاوات ثم وجها مثخنا بالنوم و»بجامة» خاصة ونحو ذلك .. صحيح بعض ذلك يتصل بتمييز رمضان عن غيره ويعني لدى البعض تقديرا شعيرة هذا الشهر إلا إن كل ذلك ليس إلا قشورا أو مادة ملونة تقوم مقام الصبغة ..
مشكلتنا في رمضان أننا « نهب « للصلاة في الجامع في الأيام الأولى ثم يبدأ الملل في التسلل لنفوس بعضنا والأمر ذاته يجري مع تلاوة القران ولذلك فالخطباء والوعاظ كثيرا ما يشيرون لهذه الظاهرة التي لا يخبو وهجها إلى مع قدوم العشر الأواخر حيث نحتاج دفعة تحفيز أخرى تقودها روائع وعظيم أجر ليلة القدر مع حنين للزعل على رمضان والرغبة في توديعه بأفضل ما هو ممكن ..
مشكلتنا في رمضان رفع شعار « اعمل أي شيء من أجل تمشية الوقت « ورغم أن أغلبنا يفعل هذا إلا أننا نأسف أيضا على أوقات الشهر الكريم خصوصا وهي الشهر الأسرع بين نظرائه نظرا لبركته وجمال ما فيه .. أتساءل دوما كيف نقضي يوم رمضان وكيف نوزع ساعاته بين صوم وصلاة وتلاوة وقراءة ورياضة وزيارات الأهل وإمضاء باقي شئون الحياة ..
مشكلتنا وهي مشكلة خاصة المخزنين تحديدا في كيفية إدارة ليلة رمضانية تبدأ بتمرة و»سمبوسة» و»شفوت» على الواقف ثم «علاقي» قات من أي نوع يضخ عصارته لساعات طويلة قبل أن يعود صاحبنا إلى سحور من أي مستوى وبعدها رحلة معاناة خلال النهار بسبب جفاف الحلق والأجزاء المحيطة به والتغلب على هذا التحدي بنوم «خط طويل» وأقل ما يلزم من حركة وكلام ..!
ومشكلتنا مع الوظيفة في رمضان أن الكثير يكتفي بتدوير المسبحة وتحريك السواك باستمرار والعمل في أقل الحدود لزوم الدوام وخوفا من الجزاء ونسينا أن العمل أمانة ومسئولية وجهد يتبعه ناتج سلعة أو خدمة .. العمل روح وتفاعل ومبادرة وهو عبادة نؤجر عليها أكثر من غيرها مع الصيام ..
ومشكلتنا أيضا في أن البعض اهتم بأمر الإفطار في المسجد لكنه لم يبذل ذات الاهتمام في إزالة مخلفات إفطاره الفردي أو الجماعي مع غيره والنتيجة بقايا طعام و «ريحة» خضرة ونوى تمر , أما الدليل على تفشي الظاهرة فذلك الكم الملحوظ من التنبيهات المعلقة في اغلب مساجد العاصمة ..
ومشكلتنا في رمضان أن التاجر يخطب ود المجتمع وما في جيوبه بطرق منها المعقول ومنها غير المعقول ومنها الخاطئ , فترى الترويج للمنتجات المكدسة والتخفيضات الوهمية طاغيا ولا يستثنى من جمهورهم الراجلون بقرب هذه المحال أو «السوبرماركتات» ولا القابعون في بيوتهم متسمرين أمام التلفزيون بل حتى أولئك الذين نسوا تفعيل خدمة عدم استقبال الرسائل غير المرغوب بها في «الموبايل» ..
ومشكلتنا أن أعلى مستويات وقوع الحوادث المرورية يجري في رمضان حيث لا علاقة للصيام بكل ذلك .. ومشكلتنا في «قريح» يطلقه الأولاد في الحارات وانطفاءات كهرباء وقت الإفطار أو «السحور» تنغص على الصائم يومه وتكدر أمنيته في أن يرى بأم عينيه ما يأكله ..
أخيرا :
رحم الله رمضان وهو يقدم لنا الخير كله فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار , وهو شهر الخير الرباني المضاعف والعميم , وهو شهر التراحم والعطف والتعاون على الخير .. لكننا في المشهد اليمني من رمضان لنا عاداتنا ولنا المزاج الذي يتميز في بعض جوانبه ويكاد يكون رائعة خاصة بنا ولكن المشهد الرمضاني اليمني نفسه يحمل جوانب أخرى غير حميدة والعجيب أنها تتكرر معنا كل عام ..
khalidjet@gmail.com

قد يعجبك ايضا