الزحمة هنا «غير»
خالد الصعفاني
خالد الصعفاني –
في رمضان كل شيء « غير « ومن هذا الغير المختلف جدا تبرز قيادة السيارة في اليمن تحديدا في رمضان حيث يجتمع كل الجنون مع بعض الفنون لتتشكل خلطة خطرة على حياة الناس وعلى روعة وقدسية رمضان والعيد السعيد .. في صنعاء العاصمة كما في المدن الكبرى التي عرفتها وتماما كما في السواقة على الخط الطويل , المشهد مثير ومخيف أحيانا وباعث على التأمل والتساؤل في أحايين أخرى كثيرة ..
يا ويلك إن كنت صاحب سيارة وتريد اللحاق بموعد أو إتمام مهمة لكنك اخترت وسط المدينة وقت الذروة أو في وقت نصف الذروة حتى .. ستجد نفسك بسرعة تقود سيارتك بين نارين لاهبتين الأولى نار الرغبة في الوصول في الوقت المعقول ونار أن عليك الانتظار لذوق اغلب السائقين وتعاونهم الذي لن يأتي إلا بأسلوب مجيء الظواهر الطبيعية ..
نهارا .. لا تقد السيارة قبيل الإفطار بساعة أو ساعتين لأنك ستكون محل اختبار صعب في تقبل حقيقة أن الزحمة المرورية قد تحرمك من الإفطار في المنزل أو الجامع برفقة السمبوسة و»الشفوت» وحبة التمر الحبيبة على كل صائم .. أو أن تقبل رغبة استشعار مهارات سائقي هوليود وركن الذوق جانبا و»الدوس» على ترمومتر الأعصاب حتى يرتفع مستوى الضغط للسائق عنه ربما مستوى الضغط العالي للكهرباء في بلادنا .. !
وليلا .. لا تقد السيارة خلال الساعات المتزامنة مع حركة الناس بعد العشاء حيث الحركة إلى الأسواق والى «المقايل» تزيد من أزمة المرور خصوصا إذا ترافق هذا مع غياب رجل المرور أو انطفاء كهرباء الشارع .. صحيح صفراء وقت الذروة في النهار ليست غائبة لكن التخمة التي تتطلب الراحة أو الاستلقاء تقوم بما يجب من أجل تعزيز قلق سبق الآخرين من راجلين أو سائقي سيارات ..
ومع ذهاب أيام الشهر الفضيل واقتراب العيد أكثر وأكثر يزيد مستوى بلوغ نفس السائقين والركاب الحناجر في الحالتين السابقتين ويزيد الأمر صعوبة مع انخفاض مستوى الصبر ودرجة الوعي لدى كل شخص .. ولهذا يزيد مشهد السبق والقلق والتوتر فيها عن سابقاتها.
تصادفك لحظات غريبة جدا لا تجد لها تفسيرا عاقلا .. سيارات تتحرك بطريقة السلحفاة في البرية وتتزاحم كموج من شارع إلى آخر ومكتظ بطريقة عجيبة في الجولات والنتيجة اكبر من إحصائها لكنك تدرك بسرعة طغيان قانون « هون « السيارة العالي والمتواصل , ومشهد ارتفاع أصوات السائقين بالصياح والسباب وكأنني بهم غير مكتفين بأصوات السيارات التي لم اسمع بها إلا في الهند ومصر بينما افتقدتها كثيرا وأنا أتأمل بلدانا أخرى كألمانيا وروسيا وهولندا وهونغ كونغ ولبنان وسوريا .. ثم تصك الآذان هنا وهناك أصوات الباعة الجوالين ومسجلات أهل العربيات و»البسطات» على جوانب الطرق والشوارع و»الفرزات» لتكتمل جملة الزحمة والضجيج وعلى أعلى مستوى .. أيضا في هذا الشهر تحديدا ..
أخيرا :
يااااه .. نسينا في كل هذا دروس الصو