إلى المدارس أم إلى المكابس¿

بشير المصقري

 - أقبل العام الدراسي الجديد بأعبائه ومتطلباته وبدت الأسر المعدمة والفقيرة فريسة سهلة ولقمة سائغة لوحش كاسر لايحتمل التأجيل والترحيل فيما تسمر أرباب الأسر أمام هم من الهموم الكثيرة التي تواجههم في الحياة وبالأخص تلك الأسر التي تقع تحت خط الف
بشير المصقري –

أقبل العام الدراسي الجديد بأعبائه ومتطلباته وبدت الأسر المعدمة والفقيرة فريسة سهلة ولقمة سائغة لوحش كاسر لايحتمل التأجيل والترحيل فيما تسمر أرباب الأسر أمام هم من الهموم الكثيرة التي تواجههم في الحياة وبالأخص تلك الأسر التي تقع تحت خط الفقر – وبعيدا عن قضايا التعليم ومشاكله المؤرقة والدفع بالتلاميذ إلى المجهول التعليمي في بلادنا وإلى ذلك التدني المهول في التحصيل العلمي – تزايدت طلبات واحتياجات التلاميذ في بداية هذا العام الدراسي بدءا من الزي المدرسي الذي لا أدري لماذا يتم تغييره كل عام خاصة زي الفتيات مما يثير الشك بوجود عقود تجارية بين موردي الأقمشة والخياطين ومدراء المدارس ثم الدفاتر والأقلام والقرطاسيات وزمزمية المياه والحجاب وهلم جرا …….. ألخ وبسبب هذه التراكمات تنتاب المرء الشفقة على الآباء ذوي الدخل المحدود والآباء العاطلين عن العمل ناهيك عن أن هؤلاء معظمهم ممن لديهم قرابة خمسة أبناء فأكثر وطبقا لهذه الحالة وقع كاتب هذه السطور في فخ مطالب وأعباء العام الدراسي بإبنة واحدة فقط هي « مها بشير « التي أعد العدة لإدخالها رحاب المجهول التعليمي فوجدت نفسي محاصرا بمتطلباتها الدراسية ومستلزمات المدرسة لينقضي الأسبوع الأول من بدء الدراسة ومها عاكفة في المنزل حتى إشعار آخر وانتظار ظرف لطيف يمكنني من تلبية احتياجاتها الدراسية في كل صباح تنظر مها من نافذة المنزل إلى باص المدرسة الأهلية الذي يحضر لأخذ اولاد الجيران وتتدافع أشواقها لمعانقة الفصل الدراسي وعلى إثر ذلك تنتظر والدة مها لحين عودتي إلى البيت لتصب وابلا من الانتقادات على إطلالتي فيما تبدو مها مستغربة من مماطلتي وهي لا تدرك أن « سيدي حسن « يخيم على والدها من بعد عيد الفطر المبارك وأن هذا الضيف الثقيل أختارها هي هذه المرة لتكون ضحية لشطحاته ورغائبة البغيضة مثل والد مها هناك المئات من الآباء عجزوا عن توفير احتياجات أبنائهم في بداية العام الدراسي بل أن هناك من اختار لأبنائه الذهاب إلى المكابس بعد جمع القناني البلاستيكية والعلب الفارغة والمخلفات المعدنية في شوائل صارت بديلا للحقيبة المدرسية على ظهورهم الصغيرة واستلام ثمنها لإعالة آبائهم وأسرهم فحمدت الله أنه مازال بمقدوري إبقاء ابنتي في المنزل وإعالتها ولسان حالي يقول « لو كان الفصل رجلا لشربت من دمه.

قد يعجبك ايضا