في محافظة الحديدة.. مـــــديــــريــــة المراوعة

محمد محمد العرشي•


محمد محمد العرشي• –
إن معرفتنا بتاريخ بلادنا وجغرافيتها يساعدنا على معرفة واقع مجتمعنا ويجعلنا قادرين على حل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والتعرف على مكامن القوة والضعف فيها. وفي نفس الوقت سوف نتمكن من استغلال ثرواتنا الاقتصادية لتحقيق رفاهية اليمنيون وأوجه نداء لكل اليمنيين وعلى رأسهم السياسيين والمفكرين بأن يعملوا جميعا على استغلال هذه الثروات بدلا عن الصراعات السياسية والتفكير في كيف نحكم بدلا عن من يحكم.
أخي القارئ الكريم …
مدينة المراوعة مدينة العلم والعلماء ومديرية المراوعة تقع في وادي سهام وقد أشتهرت بخصوبة أراضيها. وقد ضبط (مدينة المراوعة) الجندي في كتابه (السلوك) بأنها بالألف ولام وفتح الميم والراء ثم ألف وكسر الواو وفتح العين وسكون الهاء وهي تقع شرق مدينة الحديدة على بعد حوالي 20كيلو على عشري كيلو على الخط الرئيسي لطريق الحديدة صنعاء ومن المعروف أنها أزدهرت بعد إندثار مدينة الكدراء التاريخية وقد عرفت بأنها مدينة العلم والعلماء منذ عهد الدولة الرسولية وهي أشهر المدن التاريخية التي تقع على وادي سهام في تهامة وقد سكنها آل المجدلي الذي مدحهم الشاعر اليمني الكبير أشهر شعراء اليمن في عصره/محمد بن حمير الوصابي المولود في الربع الرابع من القرن السادس الهجري كما ذكر المرحوم القاضي محمد علي الأكوع في تحقيقه لديوان ابن حمير والمتوفي عام 651هـ في زبيد وقد تضمن ديوانه العديد من القصائد في مدحهم وقد وصفهم في إحدى قصائده بقوله:
حبك طبع لا ينقضي
والجود طبع في بني المجدل
قريتهم في الرمل لكنها
فوق السماك الطالع الأعزل
داموا دوام الدهر في نعمة
وفي سعود دائم مقبل
وأول من سكن مدينة المراوعة الإمام العارف المتصوف علي بن الأهدل وقد وصفه الجندي في كتابه (السلوك) بأنه كان كبير القدر مشهور الذكر ويقال أن جده محمد قدم من العراق وسكن قرية في وادي سهام إسمها الشراعية وقد ذكرت إسم المراوعة في عهد الدولة النجاحية وكانت في القرن الخامس الهجري من أعمال مدينة الكدراء. ومن حارات مدينة المراوعة: جامع المراوعة الحرك المزاحفة الجعالية المهادلة الطواهرة حارة الحوك وجامع مدينة المراوعة أسسه علي الأهدل في القرن السابع الهجري وهو معمور بالياجور وله العديد من القباب وقد تعرض لقذيفه من البريطانيين أثناء الحرب العالمية الأولى وقد أعيد بناؤه بأمر من السلطان عبدالحميد وعمرت فيه ثلاث قباب وتبلغ مساحته (40×30) ويوجد في الجهة الجنوبية منه مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم. ومديرية المراوعة هي أحدى المديريات الزراعية وتقع في وادي سهام ومساحتها 746كم وعدد سكانها 129.247نسمة وهي في محافظة الحديدة إلى الشرق من مدينة الحديدة بحوالي 30كم يحدها من الشمال مديرية باجل ومن الجنوب مديريتا السخنة والدريهمي ومن الشرق مديريتا برع والسخنة ومن الغرب مدينة الحديدة وتتكون من عشر عزل هي: بني صلاح الربصة الفابه الرمانيه العامرية والدحلى القلافله القطامله القطيع الكتابه والعاديه المراوعه.

وأهم المعالم لمديرية المراوعة هي:
مدينة الكدراء: ذكرها ياقوت الحموي أنها إسم لمدينة باليمن على وادي سهام وقد ذكر أنه أختطها الحسين بن سلامة والصحيح أنه جددها لأنها من المدن اليمنية التاريخية في تهامة التي وجدت قبل الإسلام وهي من المدن التي سادت ثم بادت وقد ذكرها الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب) وقد ذكرت مدينة الكدراء في النقوش الحميرية كما ذكر ذلك المؤرخ المرحوم عبدالرحمن الحضرمي وقد أتخذها الحسين بن سلامة حاضرة لدولته بعد مدينة زبيد وأستمرت الكدراء نزهة للنجاحيين في وادي سهام وهي تقع شرق مدينة المراوعة وقد ذكرها القاضي المرحوم/ محمد الحجري في كتابه (مجموع بلدان اليمن وقبائلها) بأنها مدينة خاربة في تهامة ما بين المراوعة والمنصورية.
مدينة القطيع: وهي في شمال وادي سهام بالقرب من مدينة المراوعة وعلى خط طريق الحديدة صنعاء وأول من أختطها عمر بن القاسم الأهدل المشهور بالخزان في بداية القرن التاسع الهجري ويقال أنه رأى نورا فظل يمشي ليصل إليه حتى أنقطع النور وفي نفس المكان قرر أن يسكن فيه فبنى سكنه ومسجده وسمي هذا المكان القطيع لإنقطاع النور وتوجد في مدينة القطيع القلعة التاريخية المشهورة والجامع الكبير الذي أسسه أحمد بن سليمان الأهدل في بداية القرن الثامن الهجري وله منارة طويلة وثلاث قباب ونوافذه خشبية.
أعلام مدينة المراوعة: ترجم القاضي المرحوم/ إسماعيل الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) لما يقرب من سبع وسبعين علما منهم محمد الطاهر بن الحسين بن عبدالرحمن الأهدل المولود 914هـ والمتوفى 998هـ وله من المؤلفات كتاب (بغية الطالب في أولاد علي بن أبي طالب)و (مطالب أهل القرية في شرح دعاء ا

قد يعجبك ايضا