العاصمة ومياه الأمطار

خليل المعلمي


خليل المعلمي –

أكرمنا الخالق سبحانه وتعالى مع حلول شهر رمضان المبارك بأمطار غزيرة على أمانة العاصمة وبقية المحافظات نحمده تعالى الذي أفضل نعمه وبسطها على عباده وعمت رحمته سائر مخلوقاته.
لقد أسهم هطول هذه الأمطار في هذا الشهر المبارك الذي يصادف حلوله مع أشهر الصيف الحارة في تلطيف الأجواء والتخفيف من شدة حرارة الصيف وأغاث الله به أصحاب المناطق الزراعية في السهول والجبال فالحمد والثناء والشكر لله الواهب الرازق.
ومع كثافة هطول الأمطار ظهرت العديد من المنغصات وما نحسبها إلا مما كسبت أيدينا ومن ذلك التجمعات لهذه المياه في الشوارع والحارات لانعدام الميول المناسبة لجريانها لتصل عبر مجاري السيول إلى خارج العاصمة..
كان المواطنون في السابق يشكون من تجمع هذه الأمطار في الشوارع الترابية داخل الحارات وما يسببه ذلك من الاختلاط بالأتربة ليجدوا أنفسنا أمام عوائق من الطين يتسبب في مشاكل عديدة وانتشار أوبئة جديدة فكانت الشوارع بين أمرين إما «الأتربة وإما الطين».
وبعد سفلتة بعض هذه الشوارع الفرعية ظل الأمر على ماهو عليه وهي ظهور مشاكل جديدة بسبب الأخطاء الفنية في تنفيذ رصف وسفلتة هذه الشوارع ما أدى إلى تجمع الأمطار على الشوارع وتسببت في ظهور الحفر والتي تتوسع يوما عن يوم مسببة المشاكل للمواطنين وتكبد الدولة خسائر باهظة في إعادة الترميم الذي لا يرقى إلى مستوى المواصفات الفنية وقد تعود المشكلة من جديد ولهذا فلا بد من إعادة النظر في رصف الشوارع وإيجاد مواصفات فنية عالمية يتم الاعتماد عليها في ذلك لتكون الميول واضحة في الشوارع لتحول مياه الأمطار إلى مجاري السيول ومنها إلى ضواحي المدينة لتستفيد منها الأراضي الزراعية.
وما يميز العاصمة أن وهبها الخالق تلك السائلة التي تمتد من جنوبها إلى شمالها وتشق المدينة إلى نصفين شرقي وغربي ففي وقت سابق حينما كانت العاصمة لازالت في باكورة عهدها لا تتعدى الحصبة ولا تخرج من التحرير والدائري وشارع تعز كانت جميع المناطق المتواجدة على جانبي السائلة تصب مياهها إلى هذه السائلة لتتخلص العاصمة صنعاء من تلك المياه الى المناطق الزراعية المحيطة بها.
ولكننا في الوقت الحالي ومع اتساع العاصمة صنعاء شرقا وغربا وشمالا وجنوبا لم نستفد من هذه السائلة الاستفادة القصوى إلا في مناطق محدودة كما أننا لم نعمل على إيجاد بنية تحتية لمجاري الأمطار في جميع الشوارع المستحدثة والتي يتم رصفها وسفلتها لتصب مياه الأمطار إلى هذه السائلة لنجنب مساكننا وشوارعنا استمرار هذه المياه راكدة في الشوارع لأيام وأيضا لتستفيد منها المناطق الزراعية على ضواحي العاصمة صنعاء.
وعلينا أن لا ننسى بأن الكثير من المنازل وفي حارات مختلفة للعاصمة صنعاء في سنوات سابقة قد تعرضت لسيول عارمة داهمت المنازل وأثرت على أساساتها فكانت الخسائر باهظة ومضاعفة.
فهل تستحق السائلة الممتدة كما ذكرنا سابقا من جنوب العاصمة إلى شمالها من الجهات التنفيذية في أمانة العاصمة التأمل والنظر والتخطيط للاستفادة منها إلى أقصى حد ممكن وهل تستطيع أن تقوم بإنشاء مجار للسيول كما هو حاصل في بلدان خلق الله التي تتميز بهطول الأمطار طوال العام تقريبا هل تستطيع ذلك.. أجزم بأنها تستطيع ذلك.

Kho2002us@gmail.com

قد يعجبك ايضا