شهر الصيام يهذب الأخلاق

علي حسين علي العواضي


 - ما الأخلاق وما مفهومها في أذهاننا ومعاملاتنا¿ كلنا نسمع كثيرا عن الأخلاق في حياتنا من خلال ما يبث عبر وسائل الإعلام ومما تعلمناه في المدارس والجامعات ومن خلال ما نقرأه من كتاب الله وكتب الشعر والفقه فهل فهمنا المعنى من هذه الكلمة من خلال ما س
علي حسين علي العواضي –

ما الأخلاق وما مفهومها في أذهاننا ومعاملاتنا¿ كلنا نسمع كثيرا عن الأخلاق في حياتنا من خلال ما يبث عبر وسائل الإعلام ومما تعلمناه في المدارس والجامعات ومن خلال ما نقرأه من كتاب الله وكتب الشعر والفقه فهل فهمنا المعنى من هذه الكلمة من خلال ما سمعناه وقرآناه وتعلمناه وهل قبلنا هذا المفهوم في أنفسنا وعقولنا وهل عملنا به أم أن مثل هذه الكلمات مجرد شعارات نمر عليها مرور الكرام ونرددها فقط ونتغنى بها ولا نعمل بها.
إذا أردنا أن نطبق هذا المصطلح في حياتنا وسلوكياتنا فلا بد لنا أولا أن نفهم ما هو المقصود من كلمة الأخلاق وما أهمية الأخلاق في حياتنا فالأخلاق كما يعرفها أهل العلم والدراية بأنها مجموعة من المعاني والصفات المستقرة في النفس وفي ضوئها وميزانها يحسن الفعل في نظر الإنسان أو يقبح ومن ثم يقدم عليه أو يحجم عنه.
أما نبينا عليه الصلاة والسلام فله تعريف آخر للأخلاق حيث عرف الأخلاق بالدين الإسلامي وقرنه بها عندما سأله الصحابة عن الدين فقال عليه الصلاة والسلام الدين الخلق وقال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). ومن خلال هذين التعريفين نستطيع أن نستنبط ونوفق بين سلوكياتنا وديننا الإسلامي الذي يحثنا على مكارم الأخلاق والعمل بها لأن الدين المعاملة فللأخلاق أهمية بالغة في إتمام دين المرء ولا يتقبل الله عز وجل الفرائض والواجبات منا إلا إذا كانت مقرونة بالأخلاق الفاضلة ويروى في كتب السيرة النبوية أن الصحابة أخبروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن امرأة تصوم النهار وتقوم الليل لكنها سيئة الخلق بذيئة اللسان تؤذي جيرانها فقال لهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (لا خير فيها هي من أهل النار) مما يدل على أهمية الأخلاق في ديننا الإسلامي حيث أنه لا يكتمل الدين إلا بالخلق ومن أهم الأسباب التي تجعلنا نتخلق بالأخلاق الفاضلة والحسنة لأن التعلم في الصغر كالنقش على الحجر وليكون الإنسان بطبيعة الحال كالوعاء إن ملأته عسلا أعطاك عسلا وإن ملأته حبرا أعطاك حبرا كذلك الإنسان إن ملأته وأشبعته من الأخلاق الفاضلة رأيته لا يصدر عنه إلا كل فعل محبوب ومرغوب لدى الغير لذلك علينا التحري في تربية أبنائنا التربية الصالحة المعتمدة على الأخلاق الفاضلة والحسنة ومن فاته القطار ولم يتعلم محاسن الأخلاق ومكارمها وكان من أصحاب الأخلاق البذيئة فعليه أن يستفيد من المحطات والمواقف في الحياة وذلك بتهذيب وتقييم أخلاقياته وسلوكياته كما عليه أن يقتدي أيضا بأصحاب الأخلاق العالية والرفيعة ويجعلهم نبراسا له وبلا شك بأن خير قدوة هو نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن أهم المحطات الروحانية التي ينبغي علينا جميعا أن نستفيد منها ونهذب أخلاقياتنا وما اعوج منها هي محطة شهر رمضان شهر الصيام الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى الفرقان فهل استفدنا من هذا الشهر المبارك ومن فريضة الصوم التي فرضها الله علينا في هذا الشهر أم لا حيث أن الصوم ليس المفهوم منه الامتناع عن الأكل والشرب فقط وإنما فرضه الله سبحانه وتعالى لكي يقوم ويهذب أخلاقياتنا وتسوية ما اعوج منها إضافة إلى الفوائد الأخرى من تعلم الصبر والإحساس بالفقراء والمساكين وكل ذلك يعتبر جزءا من الأخلاق في حد ذاتها وتكفيرا لذنوبنا وما اقترفناه من معاصي وآثام خلال العام وبما أن النظافة من الإيمان ومن مكارم الأخلاق الحميدة أحب أن أنوه في هذه الأيام التي نمارس فيها حملة نظافة لوطننا الغالي على قلوبنا وانتهز هذه الفرصة لادعو كل شرائح المجتمع الى تسهيل بتسهيل الصعاب والتعاون مع عمال النظافة والمساهمة بفاعلية من أجل إنجاح هذه الحملة لكي نظهر بلدنا وأحياءنا بالمنظر اللائق والجميل أمام الله أولا وأمام الغير حيث أن بلدنا هذا وأحياءنا تعتبر مرآة لنا تعكس مدى رفعة ومستوى أخلاقنا وإيماننا وثقافتنا وأختم حديثي هذا بقولي أين نحن من قول الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

قد يعجبك ايضا