الإدارة فن وموهبة

أحمد عبدربه علوي ‮>

 - الإدارة فن‮ ‬وليس كل من‮ ‬يشغل منصبا كبيرا‮ ‬يجيد هذا الفن‮ ‬والممارسة وحدها هي‮ ‬التي‮ ‬تثبت كفاءة صاحب المنصب الكبير أو عجزه ولا صلة لفن الإدارة بما‮ ‬يحمله من مؤهلات أو شهادات تثبت ممارسته للعمل‮ ‬سنوات طويلة وإنما العبرة بحسن أداء
أحمد عبدربه علوي ‮> –

‬الإدارة فن‮ ‬وليس كل من‮ ‬يشغل منصبا كبيرا‮ ‬يجيد هذا الفن‮ ‬والممارسة وحدها هي‮ ‬التي‮ ‬تثبت كفاءة صاحب المنصب الكبير أو عجزه ولا صلة لفن الإدارة بما‮ ‬يحمله من مؤهلات أو شهادات تثبت ممارسته للعمل‮ ‬سنوات طويلة وإنما العبرة بحسن أداء العمل والقدرة على تشغيل المرؤوسين والحصول منهم على أكبر قدر من الطاقة دون أن‮ ‬يتذمروا أو‮ ‬يفقدوا اهتمامهم بالعمل والمسؤول الناجح هو الذي‮ ‬يحصل من مرؤوسيه على أكبر قدر من إنجاز العمل دون استخدام سلطته في‮ ‬توقيع الجزاءات فإن هذا دليل على تمتعه بقدر كبير من الكفاءة وتقدير واحترام مرؤوسيه وأن الجهد الذي‮ ‬يبذلونه إنما هو نابع من حبهم لرئيسهم وولائهم له ورغبتهم في‮ ‬إرضائه‮ ‬وأقول لهؤلاء الدخلاء على الإدارة بأن الإدارة ليست علما فقط وليست تدريبا فقط ولكنها موهبة في‮ ‬الاساس‮.‬
والمدير هو قائد في‮ ‬موقعه والقيادة لها مواصفات ولذلك‮ ‬يجب أن‮ ‬يأتي‮ ‬القائد بالاختيار وليس بالدور‮ ‬وخلال احتدام الحرب العالمية الثانية حدث أن بعض الضباط الذين كانوا‮ ‬يتولون القيادة هربوا عند اطلاق أول رصاصة وحل محلهم جنود عاديون استطاعوا قيادة الرجال بكفاءة والعودة إلى خطوطهم سالمين‮ ‬لا جدال من أن الإدارة الحديثة والجيدة التي‮ ‬تتبع الاسلوب العلمي‮ ‬في‮ ‬العمل الجاد تعد بمثابة الركيزة التي‮ ‬تستند عليها الوحدات الإدارية الخدمية أو الانتاجية في‮ ‬تسيير مقدراتها وليس ذلك فقط بل أنها هي‮ ‬التي‮ ‬تعمل على خلق مناخ صحي‮ ‬متكامل‮ ‬يتيح استثمار كافة المقومات والامكانات وتحصيل أفضل النتائج منها مما‮ ‬يسهم بفاعلية في‮ ‬تحقيق انطلاقها لآفاق النجاح‮.‬
الإدارة فن وأسلوب وقدرة وقبل ذلك علم له أصوله وقواعدة ونظرياته لا بد أن نعترف بصراحة القول بأنه طالما والإدارة‮ ‬غائبة عن اهتمامنا وخططنا في‮ ‬الجهاز الحكومي‮ ‬وخاصة في‮ ‬محافظات الجمهورية فلن تقوم قائمة للجهاز الإداري‮ ‬والمالي‮ ‬للدولة وستظل الإدارة حالتها حالة‮ ‬غير فاعلة لا تؤدي‮ ‬دورها على أكمل وجه وستصطدم بلوائح التعقيدات الروتينية المملة وبعادات وتقاليد اجتماعية موروثة لقد سبق وأن أوضحنا أكثر من مرة أن الإدارة هي‮ ‬الاساس وحينما تصلح تسير كل شيء على ما‮ ‬يرام وبدون ايجاد الإدارة الكفؤة السليمة فإن الجهاز الوظيفي‮ ‬للدولة سيظل في‮ ‬تخبط وفوضى وضياع الكثير من الوثائق والملفات والمراسلات العامة وهذه هي‮ ‬الحقيقة التي‮ ‬يصعب علينا تجاهلها أو محاولة الهروب من الاعتراف بها أن أهم مبدأ للإدارة العملية الفعالة هو تفويض السلطة في‮ ‬قضايا الجانب الإداري‮ ‬والمالي‮ ‬أو كل ما‮ ‬يتعلق بالعمل في‮ ‬المؤسسة أو المحافظة بما معناه أن كل مستوى من أطر السلطة في‮ ‬جهاز الدولة أو إدارة الهيئة أو المؤسسة أو المرفق الواحد‮ ‬يكون مسؤولا عن تنفيذ مهام معينة‮.‬
وفي‮ ‬ذات الوقت‮ ‬يملك السلطة الكافية لتنفيذ تلك المهام ومحاسب بشأنها أمام مستوى الإطار الذي‮ ‬يعلوه في‮ ‬السلطة‮ ‬للأسف أن من المآخذ والعيوب على مركزية التنفيذ في‮ ‬الجهاز الإداري‮ ‬للدولة هو عدم تفويض السلطة في‮ ‬قضايا الجانب الإداري‮ ‬والمالي‮ ‬وهذا أهم مبدأ للإدارة العملية الفعالة لأن المركزية في‮ ‬التنفيذ تؤدي‮ ‬إلى تطويل مدة المعالجة بدلا من تقريبها كما‮ ‬يؤدي‮ ‬أيضا إلى الاسراف في‮ ‬استخدام

قد يعجبك ايضا