يعلو الغريب

زياد السالمي


زياد السالمي –

على البرد بعدك ما أنت فيه
تدثر به من سواك .,
لعلك : تلقى هدوء الأماكن
تلهيك عن صور تتزاحم
في القلب والذاكرة ,
بأغنية من بياض تساور
عينيك حتى تنام ..
وتخفيك خوفا من البسمة
الماكرة ,

وتقرأ منها عليك السلام ,
لعلك : سوف ترى أن دفء الرصيف . .
متى يمنح المجهدين أخا من حنين
ودفء الأمومة حين تضم
على صدرها نشوة الابن
بالدمع حلما . .
فتعلم أن به حضن أمك
مأوى أمين . ,
تواسيك حيث تجيء إليها ,
وفيك من الحال : شكوى وحمى
وتلبسك الدفء بردا سكين . .
وتمسح عنك الشحوب
بحنية الطفل – روحا وجسما
وتلمس في كفها المجد حزما ولين
وترضع من نهدها الحب أما . .
………………….
فتنسى بأنك يوما حزين
وتدعو لها الله
ربك
عمرا مديدا ورحما . . ,
} } } }
من البرد يأتي اللقاء
ومنك النشيد :
السلام على من أضعن بنا
نعمة العيش في قلق الاحتمال
وأمضين أيامهن
يطالعن وجه السماء
على عتبات المنازل ليل الفصال . ,
لأمي أغاني الفضيلة
أقرأها في العيون الفقيرة
من دمعة الغرباء
لها المجد والكلمات الأثيلة
والاعتلاء . . ,
بكل لغات هتفت
أنا المنتمى
أعلن الآن أني انتميت لأمي
وقدمت رؤياي مخفوضة
تحت أقدامها
عاريا من ثياب المدينة
أسألها الاحتواء
فأذكرها :
عندما أودعتني
بصندوق حظöي لماء الغياب
تدثرني بالدعاء
وتملأني بالوصايا
وتنثر حولي التعاويذ
والبركات . . ,
وأذكر آنئذ طفلها
مطمئنا . ,
يمارس ألعابه القروية
يتلف أوعية البيت إن أغضبته
ويلهو متى داعبته
بكف الحنان
} } } }
على البرد يعلو الغريب
فمن لك . . ,
إن ضاق في وجهك الأفق
واشتد جوعك
تلقي على خده
قبلة الحزن ö
والامتنان .. ,
سوى الأم
تندب في طيفها غربة
أطعمتك نهاياتها
زئبقي الصداقة ö
والصولجان ..!
} } } }
….
– هنيئا لك الصمت في الغربة الباردة ..,
تقيم انتظارك جسرا
وتشغل نفسك عنك
بمن ليس إلا الحواجز منه . ,
وإخلاصه وهو يخفي له خلفه
الفائدة . . ,
فهلا اكتفيت
وعدت سريعا ببردك
للحلم والصدفة الخالدة . . ,
– ولكنني عندها لم أكن نادما
وطريقي على الليل
أطول مما تصورت
والصبح أبعد
كالنسمة الشاردة..
– فكيف ستمضي بها . ,
في انطفاء المصابيح
والشوك يختال في خثره
والرياح أشد
من الطلقات الجديدة
والعائدة . . ¿
– سأشعل لحني
وأسعى على ضوئه
دون كل ودون التفات اليها .,
وأتخذ العطر دربا
وإن باعدت بين قلبي
وصدرك
والورد
وخز الرياح الشديدة öوالمائدة . ,
– متى ستعود إذن
بالطعام لإخوتك الجائعين ¿ . ,
فأعينهم لا تبارح وجه الطريق . ,
وفي العيد ينتظرون
ملابسهم من يديك
فما أحوج الأهل للاحتفاء
وللنخوة الزائدة ..,
– سآتي قريبا . ,
وما تأمرين معي سوف أحضره
فاكثري من دعائك
ما أحوج الابن في وحشة الدائبين
وحين يكابد غربته والحنين
إلى دعوة الوالدة . ,
……………….
……………….
……………….
على الهاتف الخلويö تحدثتما
بعدها انقطع الاتصال
ورحت تشكل من صوتها
المتعثر آمالك الواعدة . .,
} } } }
على البرد يعلو الغريب
وغايته لا نهائية الارتفاع
أما زلت أنت الدليل
وفيك اشتياق القصيدة
للدهشـة الآسرة
إلى رؤية الصبح
أكبر من أي شيء مثيل . . ¿
أما زلت . . ,
كل الوجوه التي صغتها مخلصا
لا تراك سوى لحظة عابرة . .
وهذي الجهات كسبابة المستحيل
تشير إلى التيه
أو للمهالك /
تقصي تفانيك
حتى تظل عليها
تصارع نشوتك الآمرة
وكان الصراع النبيل
هنالك , حاولت , حاولت
حد الخطيئة تقليمها
بعزيمتك الشاعرة
تروم مداك وما من سبيل . ,
مصائد كانت مسالك
لا يستهان بها في العبور

قد يعجبك ايضا