مدينـــــة حـيـس



إن معرفتنا بتاريخ بلادنا وجغرافيتها يساعدنا على معرفة واقع مجتمعنا ويجعلنا قادرين على حل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والتعرف على مكامن القوة والضعف فيها. وفي نفس الوقت سوف نتمكن من استغلال ثرواتنا الاقتصادية لتحقيق رفاهية اليمنيون وأوجه نداء لكل اليمنيين وعلى رأسهم السياسيين والمفكرين بأن يعملوا جميعا على استغلال هذه الثروات بدلا عن الصراعات السياسية والتفكير في كيف نحكم بدلا عن من يحكم.
أخي القارئ الكريم …
في هذا العدد نتناول مدينة حيس التاريخية التي تقع في محافظة الحديدة إلى الجنوب الشرقي من مركز المحافظة وتبعد عن الشاطئ بمسافة 28كم يحدهامن الشمال مديريتي الجراحي وجبل رأس ومن الجنوب مديرية مقبنة محافظة تعز ومن الشرق مديرية جبل رأس ومن الغرب مديرية الخوخة. وتبلغ مساحتها 268كم2 وعدد مساكنها 7.490مسكن وعدد أسرها 6.964أسرة وعدد سكانها 45.436نسمة. وتتكون من العزل التالية: حيس ربع السوق ربع الحضرمي ربع المحل. وتقع مدينة حيس على الضفة الجنوبية لوادي نخلة وقد أزدهرت علميا وأدبيا واقتصاديا في عهد الدولة الرسولية حيث لاتزال جوامعها ومدارسها ومصانعها حية تشهد على هذه الحقبة من تاريخ اليمن الحضاري جاء في كتاب (صفة جزيرة العرب) للهمداني تحقيق المرحوم القاضي/محمد علي الأكوع بأن حيس هي للركب من الأشعر والركب هي بتشديد الراء وتسكين الكاف وهي بطن في الأشعر وقد ورد اسم حيس في الجزء الثاني من الإكليل وهو حيس بن يريم ذي رعين وإليه تنسب مدينة حيس التاريخية وقد ذكöر في كتاب (البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي) جمع وتحقيق المرحوم القاضي إسماعيل الأكوع بأن حيس بلد وكوره من نواحي زبيد باليمن وبينها وبين زبيد نحو يوم للمجöد وقد استشهد بقول المسلم بن نعيم المالكي:
أما ديار بني عوف فمنجدة
والعز قومي بحيس دارها الشعف
من بعد أكام عز كان يسكنها
منا ملوك وسادات لهم شرف
وهي تقع جنوب مدينة زبيد بمسافة 35كم وقد كانت امتدادا لمدينة زبيد وتأثرت بها في الجوانب العلمية والأدبية والصناعية وكانت إحدى محطات توقف القوافل وتتكون مدينة حيس من أربعة أحياء وهي:(حارة الربع تقع شرق المدينة وحارة ربع الثلث تقع جنوب المدينة وحارة المحل وتقع غرب المدينة وحارة ربع السوق وتقع في منتصف المدينة). وقد اشتهرت مدينة حيس بالصناعات الخزفية مثل الفناجين والجرار والأكواز وقد بلغت عدد المعامل التي كانت تصنع الفخار ما يقرب من (72) معملا كما ذكر النعمي في حولياته وقد وصف الفقيه العلامة أبوبكر مهير صناعة الفناجين في حيس والتي كانت تشبه صناعة فناجين بلاد السند وكان أشهر صانع لهذه الفناجين رجل يقال له صابر بقوله:
فناجين ذا السند فاقت بحسنها
على سائر الصناع في كل ناظر
وكم أمل الصناع إدراك مثلها
وما أنقادت الآمال إلا لصابر
كما اشتهرت مدينة حيس بصناعة السليط المستخرج من السمسم (الجلجلان) وصناعة الحلوى وصناعة الحصير وصناعة النورة التي تطلى وتجمل بها منازل مدينة حيس والمدن التاريخية في محافظة الحديدة كما اشتهرت كمركز لتجميع البن و تصديره للخارج عبر ميناء المخاء.
ومن الهجر العلمية في مديرية حيس:
هجرة السلامة: وقد ترجم لها القاضي المرحوم/إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) بأنها بلدة خربة في وادي نخلة في الشرق من بلدة حيس مركز ناحية حيس بمسافة نحو ثلاثة كيلو مترات تقريبا وكانت ناحية حيس تابعة لقضاء زبيد من أعمال لواء الحديدة. ومن أشهر أعلامها علي بن محمد بن عيسى بن عطيف العدني: (812هـ 886هـ) عالم محقق في الفقه رحل إلى عدن للدراسة بها وسكن مكة مدة طويلة كما رحل إلى مصر مرتين سنة 854هـ وسنة 858هـ وزار بيت المقدس والشام وأخذ عن بعض علماء البلدين ورجع إلى مكة وتصدر للتدريس في الفقه وللإفتاء أيضا وكان على صلة بالملك المجاهد علي بن طاهر أول ملوك بني طاهر.
هجرة طوير: قرية خربة معروفة المكان من أعمال ناحية حيس التابعة لقضاء زبيد ثم من أعمال الحديدة وتقع جنوب بلدة حيس مركز الناحية على مسافة نحو 15 كيلو مترا تقريبا منها. ومن أشهر أعلامها: موسى بن محمد الطويري: ذكر القاضي المرحوم إسماعيل الأكوع بأنه عالم في الفقه انتفع به عدد من العلماء لم يعلم تاريخ وفاته.
ومن علماء وأدباء مدينة حيس المعاصرين: العالم المعاصر المرحوم/عبدالرحمن بعكر المولود في عام 1364هـ المتوفي في 18/1/2007م. الأديب الشاعر الناقد المؤرخ الزاهد القوال بالحق المصلح الإجتماعي الذي كان نجما ساطعا في سماء اليمن فهو صاحب المؤلفات التاريخية والأدبية المشهورة إنه/أبو محمد عبدالرحمن بن طيب بن علي بن بعكر الحضرمي نسبة إلى ب

قد يعجبك ايضا