الحمل والصيام.. هل ينسجمان مع وجود اضطرابات¿

د. فاطمة إسماعيل الأكوع


د. فاطمة إسماعيل الأكوع –
ليس الحمل حالة عابرة لا تستحق اهتمام من أي نوع بل ضرورة من ضرورات البقاء إلى أن يرث الله الأرض وما عليها تمر بها المرأة لترزق بمولود يكون قرة عين لها ولزوجها.
تجربة جدير بنا بحثها وتناولها في هذه الأيام المباركة من أيام شهر الصيام وغمرة ما يتملك المرء فيه من إحساس براحة نفسية واطمئنان وسكينة.
بهذه الإطلالة نلج إلى التفاصيل من منظور صحي وفيها تحدثت الدكتورة/ فاطمة إسماعيل الأكوع- اختصاصية أمراض النساء والولادة مستعرضة ما يبعث على الحمل من منغصات ومتاعب محتملة وما يشترط في صيام وغذاء الحامل في شهر رمضان وموردة نصائح كثيرة فيها من النفع والفائدة للأم وجنينها حيث قالت:
العناية بالأم الحامل لا تقتصر فقط على الغذاء خلال شهر رمضان أو غيره فالراحة- أيضا- مهمة لها وألا تتعرض للإجهاد الجسدي والنفسي وتبقى بعيدة عن كل ما من شأنه التأثير سلبا على حملها ملتزمة بزيارة الطبيب أو الطبيبة المختصة -عند الحاجة- للاطمئنان على حالتها ولتتزود بالنصائح التي ستعود عليها بالفائدة.
وفي حال عدم وجود أي عارض مرضي يستدعي أخذ المرأة الحامل علاجا معينا وطالما أن حملها طبيعي لا مضاعفات فيه ولا مشكلات تصحبه وأنها ليست مصابة بأي من الأمراض التي تجبرها على الإفطار ولا تستدعي حالتها أخذ أدوية بانتظام خلال فترة النهار فلا مانع من أن تصوم شهر رمضان.
وقد ذهب علماء الشريعة الإسلامية إلى جواز أن تفطر بحكم أن هناك عوارض اعترضت الصيام وحاجة الحامل إلى المحافظة على نفسها وجنينها وحاجة المريضة للطعام والشراب.
فعند عدم القدرة لها أن تفطر وتؤجل الصيام إلى ما بعد رمضان عندما تكون لديها القدرة.
أما إذا لم يؤثر عليها فلا تحمل على شيء وهي باستطاعتها أن تصوم.
ويظل لزاما على المرأة الحامل – متى صامت- أن تهتم بالأطعمة التي تتناولها على أساس الكيف وليس الكم دائبة على تعويض العناصر الغذائية كعناصر الطاقة والبروتين والفيتامينات وكذا السوائل بطريقة صحيحة في فترتي الإفطار والسحور وبشكل متوازن.
فالتغذية السليمة بالكيفية الملائمة خير ما يؤمن سلامة الأم والحفاظ على صحتها وصحة الجنين أثناء الصيام. لذلك يجب تنظيم أوقات تناولها لها لتحقق المنفعة والفائدة المرجوة.
ولو أن المرأة غير الحامل تحتاج(2,100)سعر حراري كل يوم تقريبا فإن السيدة الحامل تحتاج (2,500)سعر حراري يومي لتغطي احتياجاتها واحتياجات الجنين الغذائية .
وحتى تتحقق استفادة الحامل من الغذاء بهذه الكيفية يجب أن تحرص على أن يكون غذاءها مؤلفا من:-
– حوالي (55%) من السعرات الحرارية من خلال(الكربوهيدرات) الموجودة في الخبز البطاط الذرة الرز والمكرونة وغيرها.
– نحو(35%) من السعرات الحرارية من الدهون الموجودة في الزبدة الزيت ومنتجات الحليب.
– (10%) تقريبا من السعرات الحرارية تنالها من البروتينات وهي موجودة في اللحوم السمك البيض ومنتجات الحليب والألبان.
ومتى تبدل الحال وشعرت الحامل أثناء صومها بتعب مع تسارع ضربات القلب وزيادة العرق وضيق التنفس أو الدوخة فعليها أن تفطر فورا لا أن تواصل الصيام منعا لأي ضرر أو خطر محتمل.
ولا أنصح بصيام الحامل إذا ساءت واشتدت عليها عوارض الحمل مثل: الغثيان التقيؤ الدوار الأرق قلة النوم وكره الأطعمة بل يجب أن تفطر في هذه الأحوال لجوازه شرعا وضرورته من الناحية الصحية.
كما أن الأوضاع الخطيرة للحمل كمضاعفاته أو إصابة الحامل بالتهابات بولية حادة تعتبر من موانع الصيام لأن الحامل عندئذ ستحتاج لنظام غذائي معين وتناول الأدوية في أوقات منتظمة.
ويفترض بالحامل المصابة بفقر الدم لأسباب غذائية أن تفطر ففي إفطارها ضرورة تفرض إتباع نظام غذائي جيد تتوافر فيه نسبة عالية من الحديد.
أما المصابات بارتفاع ضغط الدم أو هبوط عضلة القلب أو تسمم الحمل أو بمرض في الكبد ففي أي من هذه الحالات يكون واجب على المرأة الحامل الإفطار تلافيا لوقوع ما لا يحمد عقباه.
واللواتي يتعرضن لانخفاض ضغط الدم وهبوط معدل السكر بالدم هن بحاجة إلى الأكل في فترات متقاربة ولابد أن يفطرن وعليهن القضاء فيما بعد.
وهو ما ينطبق – أيضا- على من يعانين من حمل غير طبيعي أو من علامات ولادة مبكرة.
إن لمرحلة الوحم- أي خلال الأشهر الثلاثة الأولى للحمل- خصوصية معها تتأثر المعدة نتيجة ارتفاع هرمون الحمل فتزداد القابلية للغثيان والتقيؤ.
لذا من المفيد للحامل الصائمة تناول أغذية سهلة الهضم سريعة الامتصاص والتعويض للجسم بالطاقة كالتمر وأن يكون عشاؤها في رمضان موزعا على عدة وجبات صغيرة أو دفعات خالية من الدسم

قد يعجبك ايضا