في اليمن.. المجانين مرتاحون
عمر كويران
عمر كويران –
أعتقد أن اكبر عدد من المجانين للحالات النفسية يعيشون في اليمن بما فيهم المستوردون من جنسيات أخرى جاورهم السكن في هذه البلاد وكأن السعيدة مقبرة لهؤلأ يأتون إليها فهذا الجمع الذي يفوق الآلاف لعدادهم بعموم المدن اليمنية يمثل أعلى نسبة للقياس العام لإعداد المجانين في الدول الأخرى . وفي العاصمة صنعاء كل شارع نجد مجنونا وأكثر في شكل مختلف عن مجانين الشوارع التي بها بفئاتهم العمرية من ذكر وأنثى . ولو اعتمدت إحصائية للجهات المعنية الممثلة لشؤون المجتمع ( وزارة الشئون الاجتماعية ) لاطلعت على كل النسب بأعلى معدل يمكننا وصفه .. وهؤلأ هم في رحم العدد المسجل لعداد السكان . ولا أدري .. ما إذا كان للمعنيين بالأمر في هذه الوزارة وغيرها من الجهات الرسمية قانون منظم لحراك المجانين وكيفية تعايشهم مع المجتمع في تلك الأماكن وبتلك الصورة المشوهة يعطي للرؤية والمنظر قناعة التنظيم .. أم إن الاتكال على الخيارات ذات الإلصاق لآخرين هي عذر الوزارة للإقناع . فالمجانين بأصل ما هم فيه مرتاحون وجنان يخارجك من عقل يجنب مالكه .
قيل ان البعض ممن في رقم العداد لهم مناشط أخرى تحت مسمى الجنان .. وقيل أن بعضهم لم يحتمل الصدمة فخرج إلى الشارع مجنون .. بينما هناك مجانين نراهم في أقل من الأحيان داخل المساكن بنوع مميز من الجنان ومثل هؤلأ وزارة الشئون الاجتماعية لا سجل عنها بهم لأن المسؤولية في أصل المعنى لا مرجعية لها عند الوزارة في ملف ما ستقدمه من مصفوفة على طاولة حكومة الوفاق لمستقبل يقلل من العدد بالأقل الأقل . ففي الحي الذي يقع منزلي بخارطته ما يقارب عشرة مجانين علاقتي بهم طيبة . سألت أحدهم كيف ترى حال وضعك بهذه الصفة فاستوعب السؤال ورد قائلا .. في نعمة والحمد لله . والنعمة هنا لها مفهومها الخاص هي الحرية الكاملة بالتصرف دون أن يعترض طريق اختياره . فالنوم على الرصيف له مصطلحه واللبس الممزق له معناه والحركات تعني شيئا عنده وما يهمه أحد أعطى له مال أو أكلا أم لم يعطه طالما الفم مليء بالقات والدخان يتصاعد من فمه وأنفه راحة ما بعدها راحة .
طيب هذه المناظر في معتاد ما نراه أمر عادي .. لكن المشهد في عيون القادم إلى بلادنا لها وضع خاص لنقل ما يراه على العامة عند عودته إلى بلاده أو خلال رحلته لعدد من البلدان . ناهيك عن شراسة بعض المجانين من صنف المجانين الأصل لمسقى جنانهم .. وعلى هذا الأساس نطرح السؤال أمام معالي وزير الشئون الاجتماعية كعنوان لمرسم الجهة . أين محصل الاهتمام وما يمكن فعله لتزايد عداد المجانين في بلادنا . وهل هناك خطة تعكف الوزارة على إيجادها لمكافحة هذا الاتجاه بمورد ما يسوقه إلى شوارعنا بشكل خاص والحارات والأزقة بشكل عام . وحتى يمكن أن يكون لهذه الوزارة اسم على السنة المجتمع في كل مكان .