هل بإمكاننا أن نفرح بالعيد‮..‬¿‮!‬

عبدالخالق النقيب

مقال 


 - سطوة اللحظة المشبعة بالدماء والدمار كانت هي‮ ‬الطاغية على جوارحنا فمحقت نزهة العيد وعكرت صفوتنا صار من الصعب علينا أن نعيش معانيه النبيلة وأن نتلمس
عبدالخالق النقيب –

مقال 

سطوة اللحظة المشبعة بالدماء والدمار كانت هي‮ ‬الطاغية على جوارحنا فمحقت نزهة العيد وعكرت صفوتنا صار من الصعب علينا أن نعيش معانيه النبيلة وأن نتلمس سموه الرباني‮ ‬‮ ‬فقهاء القاعدة‮ ‬يراهنون على إفساد كل شيء‮ ‬‮ ‬قذف بهم الرهان إلى مستنقعات الشيطان وذهبوا‮ ‬يسيئون للإسلام ويعطلون مظاهره السمحة ويعملون على إعطاب شعائره النقية المتبرئة منهم ومن صنيع ملتهم‮ ‬‮ ‬بلغ‮ ‬بهم المطاف للتسلل إلى بيت من بيوت الرحمن ليكون هو الآخر ساحة من ساحتهم الشاهدة على سفك الدماء وانتهاك الحرمات والمقدسات‮ ‬‮ ‬واختاروا توقيت محرم كحرمة الإسلام فكان شهادة زمنية أيضا‮ ‬على أنهم وضعوا قدسية الإله وقدسية الدين في‮ ‬سلة فجورهم ودائرة الاستهداف‮ .‬
‮* ‬كنا فيما تبقى من رمضان نتهيأ لتناسي‮ ‬الأوجاع والجراح التي‮ ‬لم تلتئم بعد‮ ‬‮ ‬نستعد لتجاوز الهموم والأحزان‮ ‬‮ ‬ونتدرب ذهنيا‮ ‬على كيفية انتزاع فرحة العيد ومحاولة تنقيتها من صخب التشتت والفراغ‮ ‬وعبث السجالات المتلاحقة‮ ‬‮ ‬لم نكن نعلم‮ ‬يقينا‮ ‬أن القدر البئيس‮ ‬يطاردنا ليوقع بنا في‮ ‬شباك الحظ العاثر مجددا‮ ‬‮ ‬ويبدو كل شيء من حولنا أنه في‮ ‬تحالف على منازعتنا الابتهاج والشعور ولو بقليل من السعادة الحقيقية‮ ‬‮ ‬نترقب المناسبات نقتنص فرصتها علنا نصنع فرحا‮ ‬يتيما‮ ‬ونتمكن من إبطال الفأل ولعنات الحسرة التي‮ ‬تلاحق أيامنا دون انفكاك‮ . ‬
‮* ‬وصنعاء تشيع‮ (‬14‮) ‬شهيدا‮ ‬من أبناء قواتنا الأمنية تفرط الفضائيات في‮ ‬إحياء السهرات الغنائية العيدية السمجة‮ ‬‮ ‬وتمارس بلاخجل التوغل في‮ ‬إشهار مراسيم الفرح والابتهاج بصورة‮ ‬يمكن التخلي‮ ‬عنها وتسليط الأضواء عليها حتى وضع اعتيادي‮ ‬وأجواء فرائحية مستقرة‮ ‬غير التي‮ ‬نعيش‮ ‬‮ ‬من جانبهم‮ ‬يكتفي‮ ‬الساسة والأحزاب بالبيانات المعبرة عن الحزن والألم والاستنكار لتعود وتمضي‮ ‬في‮ ‬مهاتراتها العقيمة وبإسهاب مقزز‮ . ‬
‮* ‬وأنا أتحسس خاطري‮ ‬بحثا‮ ‬عن ما‮ ‬يمكننا أن نصنع والطريقة التي‮ ‬نتعامل بها مع الحدث بغير تلك الكيفية العابرة فلا أظن الرثاء وحده‮ ‬يكفي‮ ‬لنعود إلى ممارسة تفاهات وترهات حياتنا وكأن أمرا‮ ‬جللا‮ ‬لم‮ ‬يحدث‮ ‬‮ ‬استحضرني‮ ‬ما صنعه المصريون حينما سقط من قواتهم‮ (‬16‮) ‬شهيدا‮ ‬في‮ ‬معبر رفح‮ ‬‮ ‬فتآكلت أفكاري‮ ‬وتلاشت عدميتها وشعرت بالحسرة والأسى تجاه ما‮ ‬يمكن استجدائه كأمر‮ ‬يجب فعله مع كل حدث وأن‮ ‬يبدأ المسؤولون في‮ ‬تنفيذه والاقتداء به‮ ‬‮ ‬وجدت أن ما نقوم به في‮ ‬كل مرة تصرفات تفتقر لنهج وتخلو من الصواب ونفاجئ الجميع بعكس ما‮ ‬يتصورون أو‮ ‬يتوقعون‮.‬

قد يعجبك ايضا