آثار اندثرتú وبقيتú معالم الإيمان
تحقيق مصورفايز البخاري

تحقيق مصور/فايز البخاري –
حيثما يمم المرء في بلادنا بطولها وعرضها يجد الآثار منتشرة في كل مكان, وغالبية هذه الآثار لاتحتاج لإعادتها لسابق عهدها سوى ترميم بسيط ولفتة صادقة من الجهات المعنية.
والأمر الذي يعنينا هنا وشد انتباهنا عند زيارتنا لأكثر من موقع أثري هو اندثار تلك الآثار واختفاء وخراب معظم مكوöناتها عدا شيء واحد لازال منتصبا بشموخ لم يصبه أدنى أثر من عوامل الخراب, وذلك الشيء هو معالم الإيمان التي قاومت الدهر وظلت منتصبة بشموخ حتى يومنا هذا, ولم يلحقها الأذى شيء إلا فيما ندر.
ونعني بمعالم الإيمان بالطبع المساجد والجوامع التي بنيتú مع تلك الحصون والقلاع الأثرية,فاندثرت الحصون والقلاع وبقöيتú المساجد شامخة حتى يومنا هذا بصورة وشكل يبعث على التساؤل والتفكر في هذه الظاهرة التي استحقتú منا الوقوف أمامها من خلال هذا التحقيق المصور الذي طفنا من خلالهö عددا من المآثر اليمنية التي اندثرت وبقيتú معالم الإيمانö فيها تقاوم الزمن إلى الآن.
حصن حب
– في حصن حب بمديرية بعدان محافظة إب والذي كان له صولات وجولات عبر الحöقبö الماضية حين تمركزتú فيه العديد من الدويلات المستقلة التي كانت شديدة الحرصö على الاستيلاء عليه حتى عهد الأتراك الذين حاصروه أشهرا عديدة حتى تم سقوطهö في أيديهم بالخديعة والمكر ونقض العهود.. هذا المعúلم التاريخي الهام نراه اليوم وقد غزاه الخراب والدمار من كلö مكان, وانطمستú معظم مكوöناتهö, لكن وسط ذلك الدمار الشامل الذي لحقه لايزال مسجد الحصن شامخا يؤدي دوره حتى اليوم, ولازال هذا المسجد حتى الآن بحالة جيدة, وكذلك البركة التي تخزن الماء بجواره0 وهذا ما يثير فضول كلö زائر للحصن0
حصن كحلان
– وبالمثل وجدنا ذلك في حصن كحلان عفار بمحافظة حجة الذي هجöر من زمن ليس ببعيد- كما قال لنا سكان المنطقة- وكان ذلك سببا كافيا ليلحق بهö الدمار من كلö مكان,لأن الأماكن المهجورة سرعان ما تتعرض للخرابö حتى ولو لم يكن ذلك بفعل فاعل. والسبب العوامل المناخية والطبيعية كالأمطار والرياح,وعدم وجود متعهöدين يتعهدونها بالرعاية والاهتمام وإصلاح ما يبدو أنه آيل للسقوط منذ الوهلةö الأولى0
حصن كحلان عفار الذي يطöل على مناظر غاية في الروعة والجمال,ويمثöل معقلا من المعاقل اليمنية التي كان لها دور بارز في ما مضى من تاريخ اليمن,هو اليوم بحاجة ماسة إلى الترميم,لكن المسجد الذي يقبع جواره وكذلك المسجد المجاور لدار الشريفة وسط الحصن لازالا يؤديانö دورهما إلى الآن,وبناؤهما يبدو كأنه بني منذ وقت قريب0 وكذلك جامع سوق الحصن المجاور لهما لازال شامخا رغم أن القرى المجاورة له اندثرتú منذ زمن بعيد0
حصن ثöلا
– هناك حصن ثöلا التاريخي المطل على مدينة ثöلا التابعة إداريا اليوم محافظة عمران,الذي غزاه الخراب والدمار منذ وقت مبكر,يبدو أن هذا الخراب الذي لم يدعú شيئا فيه إلا وأتى عليه لم يجرؤú على الاقتراب من بيوتö الرحمن,بدليل أن المسجد الذي يقع في منتصف الطريق المؤدي إلى الحصن مازال سليما,والمسجد الآخر الذي يقع أعلا الحصن من الجهة الشمالية على يمين الداخل إلى الحصن لا يزال هو الآخر بحالة جيدة,رغم أن كل ما على الحصن قد أصابه الدمار ولم يسلمú سوى بيتö الله0
قلعة القاهرة حجة
– أما مسجد قلعة القاهرة بحجة فلازال يؤدي دوره حتى يومöنا هذا من خلال الحامية العسكرية التي تتمركز في هذهö القلعة الشهيرة,ويقومون بتأدية فروض الصلاة الخمسة فيه..لكن القلعة برمتöها لحقها الخراب وأضحى أهم معالمها وهو الدار الكبير آيلا للسقوط تماما بعد أنú سقط جزء منه بسبب الصواعق وأغلöقتú أبوابه في وجوهö الزائرين خشية من تهدمهö وسقوطهö عليهم,وليس بإمكان حامية القلعة ترميمه وإعادتهö لسابق عهده,وهو ما يعتبر إساءة فعلية لöمعúلم تاريخي كان له ذöكريات طويلة تنفح وتنضح ببطولات ونضالات أهم الأحرار اليمنيين,وبالذات مناضلي ثورة 1948م , ففيه أعدöم أخويú الإمام أحمد حميد الدين سيف الحق إبراهيم والعباس, وعلى ثرى قلعة القاهرة وداخل أسوارها-حيث ينتصب المدفع التاريخي حاليا كما قال لنا حراس القلعة- تم إعدام الشهيد حميد بن حسين الأحمر, ولا يكاد يوجد شخص بارز من الشخصيات الوطنية الكبرى كالأستاذ النعمان وأبي الأحرار محمد محمود الزبيري والقاضي عبد الرحمن الإرياني والمشير السلال إلا ومر عليه وقضى فيهö أشهرا وسنوات طويلة0
ومثلما لازال جامع قلعة القاهرة بحجة شامخا نت