التوكل على الله أصل (1-2)

هايل الصرمي


هايل الصرمي –
كل خير
كل ما تشتهي من أمور الدنيا والآخرة بالتوكل تحصل عليه بإذن الله ولابد . « ما توقف مطلب أنت طالبه بربك ولا تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك »
التوكل هو الاستعانة بالله والافتقار إليه وإنزال الحوائج والمطالب بين يديه وذلك وحده هو من يخلöص العبد من الاعتماد على سواه لأن غيره لا يقدر ولا يملك لنفسه مثقال ذرة من نفع أو ضر فكيف ينفع أو يضر غيره وبالتالي لا يصح الاعتماد عليه . فلا يتوقف مطلب ترومه وأنت متوكل ومعتمد عليه فمن ذا الذي رجاه وخاب رجاؤه ¿! ومن ذا الذي أحسن الظن به وخاب ظنه لذلك قدر الأقدار ووضع السنن فهو يحب المتوكلين زيادة على قضائه لحوائجهم وتحقيق مطالبهم فهو حسيبهم ا . أما المعتمد على نفسه فهو مبدöد لطاقته هادم لمطلبه.
( عندما خاض المسلمون معركة بدر كانوا يحسبون أن القتال فرض عليهم دون أن يأخذوا له أهبته الواجبة فكان اعتمادهم على الله شديدا والتماسهم عونه بالغا وتضاءل شعورهم بأنفسهم حتى استخفى وتضاعف ذكرهم لله حتى لكأن الله هو الذي يدير المعركة وكأن خيلهم ورجلهم أدوات المشيئة العليا من أجل ذلك جاءت نتيجة المعركة نصرا باهرا للذين خاضوها باسم الله وجاء في وصف أدوارهم ] فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى [ الأنفال ( 17 ).
ويوم استراح المسلمون لكثرتهم في معركة حنين وقالوا لن نغلب اليوم من قلة نظر بعضهم إلى بعض فلم يروا إلا كتائب معبأة لا يثبت لسطوتها أحد فتبخر اعتمادهم على السماء ولم يرتقبوا النصر إلا من عند أنفسهم …. فماذا كانت النتيجة يقول الله في كتابه : ] … ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين [ التوبة (25 ) ))[1]
قال عز شأنه ] ومن يتوكل على الله فهو حسبه [ الطلاق ( 3 ) .
وقوله كذلك ] إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده [ آل عمران (160) وقوله : ] أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء [ النمل (62) وقوله : ] فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وما يغني عنه ماله إذا تردى إن علينا للهدى وإن لنا للآخرة والأولى فأنذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى [ الليل ( 5 – 21 ) .وقوله تعالى : ] ادعوني أستجب لكم [ غافر (60) وقوله تعالى : ] قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم[ الفرقان (77) وقوله كذلك : ] إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون [ النحل(128)
أنا الفقير الذي يلهو بغفلته أيقض فؤادا غوى يا رب سبحانك
فأنت أنت المرجى حال زلتنا إن لم تجبني فمن لي غير سبحانك
يارب قلني وهبلي منك مكرمة تمحو الغشاوة والأدران سبحانك

قد يعجبك ايضا