في محافظة الحديدة.. مدينة ومــديـريــة بــاجــــل

محمد محمد عبد الله العرشي•

محمد محمد عبد الله العرشي• –
إن معرفتنا بتاريخ بلادنا وجغرافيتها يساعدنا على معرفة واقع مجتمعنا ويجعلنا قادرين على حل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والتعرف على مكامن القوة والضعف فيها. بحيث يتمكن الاقتصاديون من وضع الخطط الاقتصادية والإجتماعية للنهوض باليمن في كافة المجالات
أخي القارئ الكريم …
باجöل – بفتح الباء الموحدة وكسر الجيم وتنسب مدينة باجل كما ذكر المرحوم عبدالرحمن الحضرمي في كتابه (تهامة في التاريخ) إلى باجل أبن أبي القاسم وكان فارسا شجاعا وفي رواية أخرى أنها تنسب إلى علي بن حميدة باجل الذي قدم من بلاد الزيدية وباجل مدينة حديثة ولم تبداء تتكون إلا بعد شق الطريق من صنعاء إلى الحديدة. وهي مدينة تهامية عامرة. تقع على الطريق الرئيسي الحديدة صنعاء الذي ساهم في ازدهارها بحركة عمرانية وتجارية نشيطة.
وقد ذكر المرحوم القاضي محمد الحجري في كتابه (مجموع بلدان اليمن وقبائلها) أن بيوت مدينة باجل معمورة بالأجور وتسمى المربعات وأكثر بيوتها من القش والتي تسمى عشش أما الآن فقد أتسع بنائها وكثرت فيها المباني الحديثة والعمارات الكبيرة التي تتكون من عدة طوابق ويوجد بها مصنع للإسمنت ومصنع لتعليب الخضار وقد وصفها المرحوم المؤرخ حسين بن علي الويسي بأنها مدينة عامرة تطل عليها من الجنوب قلعة جبل الشريف وتبعد عن الحديدة بمسافة 47كم وتبعد عن مدينة صنعاء بمسافة 180كم ويعود أقدم ذكر لها في المصادر التاريخية إلى القرن الرابع الهجري (القرن العاشر الميلادي) ومعظم سكان باجل من قبيلة القحرى وهي بضم القاف وسكون الحاء وهي فرع من قبيلة عك ومن قبائلها في تهامة: الجمادية وبنو خلف والمجاردة وعزان والضوامر والحجيلة والبحيح. وقد ذكر في نتائج المسح السياحي أن قبائل القحري احتجزت الجنرال جيكوب المساعد السابق للمندوب السامي البريطاني في عدن في عام 1919م الموافق1337هـ عندما كان في طريقه إلى صنعاء على رأس بعثة بريطانية لإجراء مفاوضات تجارية مع الإمام.. وقد طلبت القبائل مقابل الإفراج عنه بأن تمنحهم بريطانيا الاستقلال وعدم تركهم لقوات الإمام يحيى التي تريد إلحاقهم بدولته كما طالبوا بريطانيا أن تدفع تعويضات وديات جراء قصفها مدينة الحديدة بالطائرات والمدافع. وقد ذكر المرحوم إسماعيل بن محمد الوشلي في كتابه (ذيل نشر الثناء الحسن) بأن من قبائل باجل الهلاليون وبني حميدة وقد قامت الدولة العثمانية في المرحلة الثانية من تواجدها في اليمن بنفيهم إلى جزيرة رودس وذلك لشدة بأسهم وعنف مقاومتهم لها وقد عاد الهلاليون إلى بيت المقدس ومنها عادوا إلى اليمن وبني حميدة ظلوا برودس إلى عام 1323هـ 1905م حتى عفت الدولة العثمانية عنهم وعادوا إلى بلادهم مديرية باجل.
وتقع مديرية باجل في الشمال الشرقي من مدينة الحديدة وتمتد من أقصى شرق محافظة الحديدة إلى حدود محافظة المحويت ويحدها من الشمال مديريات الضحي والزيدية والمنيرة ومن الجنوب مديريات الحجيلة برع المراوعة الحالي. ومن الشرق مديرية الحجيلة ومديرية صعفان بمحافظة صنعاء ومديرية بني سعد بمحافظة المحويت وتبلغ مساحتها 644كم2 وعدد سكانها (172.600)نسمة وعدد مساكنها (29.737) مسكن وعدد أسرها (28.021)أسرة.وتتكون من خمس عزل: عزلة باجل عزلة الخلفية وعزلة الخضاريةعزلة الضوامرة عزلة الجمادي.
وجبل الضامر هو كما ذكره المؤرخ الحجري جبل مرتفع عن تهامة منخفض عن جبال السراة فيه قرى وحصون وجبال دهنة وهي سلسلة من الجبال شمال مدينة باجل وتمتد من الشرق إلى الغرب وتطل من الشمال على وادي سردد ومن الجنوب على باجل ويفصل بينها وبين باجل سهل يعرف بوادي عزان وقد سميت بإسم قبيلة دهنة من فروع غافق ثم من الأزد.
ومن أشهر علماء باجل:
العلامة يوسف بن أبي بكر المكدش.
محمد بن إسماعيل المكدش المتوفى 778هـ.
العلامة عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم الناشري الباجلي وكان يلقب بالغزالي لشهرته العلمية وتوفى أوائل القرن الرابع عشر الهجري.
العلامة عبدالرحمن الشرفي.
الفقيه أحمد ناصر الزبيدي.
ومن أشهر الأودية في باجل:
واديا سردد وسهام : وقد وصفهما الدكتور عوض إبراهيم الحفيان في كتابه (الجغرافيا العامة للجمهورية اليمنية):
وادي سردد: من الأودية الكبيرة في هذه المنطقة. تبدأ روافده العليا حيث منابعه في منطقة كتلة جبل النبي شعيب وكذلك من الحيمة وشمال حراز وجنوب المحويت حيث يسيل عبر أراضي الزيدية والضحي والمهجم. يتكون غطاؤه الرسوبي من رواسب نهرية من الطين والرمل والحصى وتحتها تكوينات الزمن الثلاثي من رسوبيات فتات الصخر. أهم روافده هو وادي الأهجر الذي ينبع من جنوب مرتفعات شبام. في جزئه الأعلى وينحدر هذا الوادي بشكل عام نحو الجنوب الغربي ثم ينحدر نحو الغرب باتجاه البحر الأحمر ليصب هناك جنوب الزيدية وجنوب الصليف. تبلغ مساحة حوضه 2450كلم مربعا وطوله يب

قد يعجبك ايضا