مساجد عامرة بالذكر والصلوات ومآدب إفطار حكومية تميز الشهر الكريم
عبدالباسط النوعة

عبدالباسط النوعة –
ها هو شهر رمضان المبارك يجارينا بأيامه ولياليه وما أن يطل علينا حتى يحمل إلينا معاني من المغفرة والألفة والمحبة وتجد في هذا الشهر كافة الأقطار الإسلامية يسودها نفحات من التوحد في قضاء هذا الشهر وتجد العالم الإسلامي أشبه بأمة واحدة حتى وإن فصلت بينها الحدود والحواجز وهذا ما لمسناه أثناء تواجدنا في إحدى المدن الإسلامية ذات التاريخ والحضارة العريقة والتي كانت حاضرة الخلافة العثمانية لسنوات طويلة فمدينة اسطنبول التي كانت تعرف قديما باسم »القسطنطينية« تعيش أجواء رمضانية إسلامية رائعة تمتزج فيها المآذن والعادات والتقاليد الاسطنبولية بجمال الطبيعة التي حباها الخالق عز وجل وتحديدا اسطنبول إلا أن السكان هنا يصومون وقتا أكثر بكثير مما نصومه نحن في اليمن فالإمساك لديهم يبدأ في الساعة الرابعة وخمس دقائق وينتهي في حوالي التاسعة إلا ربع مساء وكل يوم ينقص دقيقة ومع ذلك لم نشعر أثناء تواجدنا في هذه المدينة خلال الأسبوع المنصرم بالجوع وذلك لشدة انبهارنا بهذه المدينة وأجوائها الرمضانية فكل المساجد في حراك مستمر وقراءة القرآن لا تتوقف وقد شاهدت في أحد المساجد كنموذج قبل أنه متكرر في كافة مساجد اسطنبول البالغ عددها حسبما قال لنا المختصون »4000« مسجد حيث وجدت صبيين يتلوان القرآن والمايكرفون مفتوح والناس منصتون لهما وهناك بعض منهم يتلون القرآن بمفردهم ومثلما هو الحال لدينا في اليمن قبيل أذان المغرب تجد الناس مسرعين كلا إلى الوجهة التي يبتغيها ولكن الاختلاف أن الاسطنبوليين يفضل معظمهم تناول العشاء والإفطار كوجبة واحدة في أماكن التجمعات أو في المطاعم ولعل أشهر أكلاتهم التي يفطرون بها إضافة إلى التمر تسمى »شربتة« أو شربة السلطان وهي تعمل من البهارات بالإضافة إلى أشهر الحلويات لديهم وهي »جلاتش« وهي تحضر من الخبز والحليب والسكر وقد قامت الحكومة التركية بتشجيع هذه التجمعات بأن حددت مراكز للتجمع والإفطار وتقوم الحكومة عبر البلديات بتوزيع الإفطار مجانا ولا يوجد في أسطنبول فرق بين الإفطار والعشاء فهي وجبة واحدة ليس كما عندنا في اليمن نفطر ثم نصلي المغرب وبعد نعود للمنازل لكي نتناول العشاء ولعل أشهر التجمعات التي زرناها هي تجمع في مسجد السلطان أحمد آخر في مسجد الصحاب أبو أيوب الأنصاري والتجمع الثالث في أميننو وهنا تجمعات أخرى تنتشر في كافة أرجاء أسطنبول ولكن يقول المختصون الأتراك الذين رافقونا في هذه الرحلة الخاطفة التي لم تتح لنا فرصة الاستمتاع بهذه المدينة وأجواءها الرمضانية ومن هؤلاء والمرشد السياحي عيسى والذي أكد أن التجمعات الثلاثة المذكورة تعتمد أكبر وأهم تجمعات الإفطار على الإطلاق وعندما زرنا مسجد السلطان أحمد عقب الإفطار مباشرة وجدنا في الساحة الكبيرة التي تقع بينه وبين متحف التوب كابي »الباب العالي« الآلاف من الناس أو الأسر في تجمعات صغيرة تحوي في منتصفها طعاما وشرابا وعندما سألنا أخبرونا أن معظم السكان يظلون في هذه التجمعات حتى ساعات متأخرة من الليل ولا يعودون إلى منازلهم إلا بعد أن يستمتعون ويسرحون ويمرحون نساء ورجالا وأطفالا وشيوخا حتى المساجد تراها مزدحمة بالناس والنساء ويؤدون فيها الصلوات الخمس بالإضافة إلى التراويح التي يبلغ R