الحيوانات تموت جوعا!!

استطلاع عبدالناصر الهلالي


استطلاع/ عبدالناصر الهلالي –
ازدحام شديد أيام العيد والايرادات لا تشبع جوع الحيوانات
إدارة الحديقة خارج دائرة الاهتمام والايرادات في العيد خيالية
لا تضايقوا الحيوانات حتى لا تؤذي نفسها» تعليمات حديقة الحيوانات هذه موزعة على كل اقفاص الحيوانات المفترسة منها والأليفة.. إدارة الحديقة تبدو لك للوهلة الأولى أنها حريصة على سلامة الحيوانات في تعرضها للأذى بالاقفاص الحديدية التي تحيط بالحيوانات من الأربع الجهات الإدارة ذاتها تدرك كما يشاهد ذلك الزائر للحديقة أن الحيوانات ولا سيما المفترسة لم تعد تستطع أن تفتح عيونها لكي تنظر إلى من يضايقها من الزائرين الحيوانات في حالة خمول دائم وإذا فتحت إحداها عينيها تغلقها قبل أن تنظر أحدا.. الحيوانات لا تأبه لمن يزور الحديقة أو يشاهدها حتى في أيام العيد التي تشهد إقبالا كثيفا على الحديقة من كل مكان حتى أن البعض الذين يأتون في ساعة متأخرة لا يجدون مكانا لمشاهدة الحيوانات.. هذا الازدحام لا يوقظ الحيوانات إلا القليل منها أحد الزائرين نظر إلى واحد من الحيوانات المفترسة وقال «أنها ميتة» رد عليه آخر «هذه ليست ميتة ولكنها جائعة جدا ولم تعد تستطيع الحركة».. نعم هكذا يبدو حال الحيوانات في جوع دائم ولا تأكل إلا ما يحفظ لها البقاء في حالة الخمول والنوم وكأنها مخدرة طوال الوقت فئة الأسود التي تزمجر في الغابات وتملكها لا حراك لها في الحديقة هكذا تجد الأسود نائمة على الدوام وفي حالة يرثى لها من شدة الجوع لا شيء يوقظها ولا حتى أصوات الناس المزدحمة على مشاهدتها.. قال أحدهم: كم أهانوا الأسود في هذا المكان وقال آخر: حرام إبقاء هذه الحيوانات في هذا الجوع وقال ثالث: والله لو أتيح لهذه الأسود الخروج من الاقفاص لالتهمت جميع الزائرين في هذه الحديقة بالفعل لو قدر لها الخروج لما تركت أحدا على قيد الحياة دفعة واحدة.
الأسود لم تعد في وضع طبيعي حتى شعرها يتساقط واكثير منها بدأ جلدها في الظهور وهذا حال النمور أيضا.. القرود فقط من يطلق أصواتهما في قفصهما المتسع وهم وحدهم من يمرحون ويشاهدون الزائرين بمزيد من الدهشة.. الحيوانات التي تتغذى على اللحوم هي الأكثر جوعا ومرشحة إلى الموت في أي لحظة سيقول البعض البشر لم تعد تجد اللحوم هذا صحيح لكن الحيوانات التي تتغذى في حالة سجن ولو اعيدت إلى غاباتها لوجدت ما يشبع جوعها.. أليس كذلك .. أما حالة مع الجوع فهذا ظلم يشترك فيه الكثير من المسؤولين عن هذه الحديقة وتعرف جميعا أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها لا هي اطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض.. إما أن تطعم الحيوانات المسجونة من الطعام المخصص لها أو تعاد إلى الغابات والله يكفل برزقها ظلم أن تترك جائعة ولا تعطى إلا ما يحفظ لها البقاء نائمة دون حركة.. زرت الحديقة قبل سنتين ونصف زرتها في هذا العيد ووضع الحيوانات فيها لا يتغير ولا تزيد بالطبع والوضع الذي شاهدته فيه الأسود والنمور هي ذاتها وكأنها نائمة من ذلك الوقت حتى الآن ولا تستيقظ أبدا.. أي ظلم هذا من بني البشر تجاه الحيوانات.. البشر الآن بعد قيام الثورة باستطاعتها أن تضرب تحتج إذا أحست بالظلم وغمط الحق.. أما الحيوانات لا تستطيع فعل ذلك ولم تعرف عن رواية (مزرعة) الحيوانات التي كتبها الكاتب الإنجليزي (جورج أورويل) عن الحيوانات التي أحست بقسوة بني البشر عليها وإجاعتها وإخافتها فثارت على صاحب المزرعة (جونز) وطردته ولم تسمح له بالعودة لقد أدارت شؤون حياتها بنفسها وكانت تصدر الثورة إلى كل مزارع الحيوانات التي يملكها البشر.. هكذا دارت أحداث الرواية في مزرعة الحيوانات التي نهشها الظلم فقررت الثورة رغم أنه تخلى من الأسود.. الحيوانات في حديقة الحيوانات لم تعرف عن هذا شيئا وإلا لقررت الثورة على إدارة الحديقة وطردتهم إلى غير رجعة وسيكون معها الحق في ذلك بل سيكون معها الحق لو التهمتهم من الحديقة بالكامل لا تدري ما هو دور إدارة الحديقة التي لم تحسن التعامل مع الحيوانات ولا مع الزائرين للحديقة ولا سيما في أيام العيد هذه الأيام بالذات عدد الزائرين يفوق أضعاف عدد الزائرين في الأيام العادية وكل واحد يريد الدخول إلى الحديقة لا بد أن يحصل على تذكرة بمائة ريال وهكذا يفعل الجميع وهذا يحقق دخلا كبيرا لإدارة الحديقة ناهيك عن ألعاب الأطفال والبوفيات المؤجرة ولو حصرنا الدخل في أيام العيد فقط لاستطاعت الإدارة أن توفر الطعام الكافي للحيوانات طوال العام علما أن هذه الحيوانات هي السبب في الدخل الكبير لإدارة الحديقة ولأن الحيوان هو السبب في ذلك هو أكثر المتضررين من هذا الدخل لأنه جائع في الأساس.. التساؤل هنا وهو تساؤل الكثيرين من الزائرين أين تذهب إيرادات الحديقة وهي في هذا المستوى المتدني من إطعام الحيوانات أولا والاهتمام بمستوى الخدمة للبشر ثانيار.. والأشد غرابة أن الزائر للحديقة لا يج

قد يعجبك ايضا