كهرباؤنا غير¿!
يحيى يحيى السريحي
يحيى يحيى السريحي –
> لم تعد المياه وحدها العنصر الرئيس والوحيد للحياة فالطاقة الكهربائية غدت هي الأخرى عنصر هام وحيوي للحياة واستمرارها وبلغت أهمية الكهرباء ذروتها ليس لعدم قدرة سكان هذا العصر العيش دون كهرباء لارتباط كل أنماط الحياة وخدماتها ومتطلباتها المختلفة بالكهرباء ولكن لأن الطاقة الكهربائية أصبحت اليوم الركيزة الأساسية للاستثمار وجد المستثمرين في أي بلد من بلدان العالم وأتذكر أن رئيس وزراء ماليزيا الأسبق في زيارته الأولى لليمن قد أكد على ضرورة إنتاج اليمن من الطاقة الكهربائىة ما لا يقل عن عشرة آلاف ميجاوات إذا أرادت اليمن فعلا استقطاب وجذب المستثمرين إليها إذ كيف للبلد أن ينتعش اقتصاديا بدون استثمار وأنى للمستثمرين أن يلجوا البلد وهي لا تنتج سوى أربعمائة ميجاوات أحايين كثيرة وهو ما بدأ يحدث مؤخرا ما أن تبدأ محطتنا الغاية بتشغيل الكهرباء من مارب وتمر بضعة امتار بالجدعان سرعان ما تلبث أن تنتهي حيث بدأت وفي أفضل الأحوال تلقى حتفها في نقيل بن غيلان على بعد بضعة كيلومترات من بلد المنشأ!
ومشكلة عجز الطاقة الكهربائية ومحنة «طفي لصي» لم تعد قاصرة على اليمن وحدها فقد انضمت مؤخرا مصر الشقيقة لتدخل دوامة تلك المحنة ويتجرع الأشقاء أبناؤها معاناة اختلالات الدائرة الكهربائية الأولى والثانية وإن كان عجز الطاقة في بلادنا لا يقارن بمصر حيث العجز في بلادنا 90٪ بينما العجز في مصر 10٪ من الناتج الكلي المقدر بسبعة وعشرين ألف ميجاوات ولحقت الجزائر هي الأخرى بالقافلة لتشاركنا وحشة الظلام وعناء الانطفاءات واضرارها النفسية والمادية التي تلحق بنا جراء ذلك غير أني أغبط إخواننا المصريين لاستشعار قادتهم ومسئولي بلادهم لهذه المشكلة الكهربائية التي ألمت بهم على حين غرة وخروج رئيس الدولة ليعتذر للشعب المصري وهو الأمر الذي لم يحدث ولن يحدث في بلادنا رغم طول معاناتنا وصبرنا سنوات طويلة على الكهرباء حيث راحت ضحيتها أنفس وأتلفت ممتلكات وخسرت أموال طائلة للمواطنين وأظن لو كانت هناك أولمبيادات دولية تنظم يقطع الكهرباء وابطالة على مستوى العالم كأولمبياد لندن لتصدرت اليمن المركز الأول عالميا وحصلت على الميدالية الذهبية بلا منازع وحصل في المقابل الشعب اليمن على الماسية لجلده وطول صبرة وهذا على الأقل سيكون أفضل من المشاركة المخزية لبلادنا في أولمبياد لندن 2012م وكل الأولمبيادات السابقة!! وأتذكر أني تعرضت لسؤال كله استغراب ودهشة من قبل أحد الأخوة الأشقاء العرب الذي كان يشاركني سفري من القاهرة إلى صنعاء ليلا على اليمنية وكان جالسا بقربي فما أن سمع ذلك الشقيق العربي نداء ربط الأحزمة استعدادا للهبوط في مطار صنعاء الدولي حتى أنكر ذلك واعتقد أنها مزحة من طاقم الطائرة وأن الأرض التي يراها من نافذة الطائرة وهي أشبه من أن تكون مضائه بلمبة غاز أو متقدة ببعض الشموع استحالة أن تكون تلك الأرض هي عاصمة الجمهورية اليمنية¿!! والمسكين لا يعلم أن الكهرباء في بلادنا غير كل بلدان المعمورة!!