العيـــــــــــــال كبــــــــرت
عباس السيد
عباس السيد –
انتفض مدير المدير المدرسة من مكانه كمن لدغته أفعى .. هرول مسرعا صوب المكان الذي تصدر منه الهتافات.. دفع باب الفصل بقوة فجلس الطلاب على مقاعدهم وكأن على رؤوسهم الطير وتحت الضغط والترهيب تعرف المدير على الطلاب الذين كانوا يهتفون بـ “الشعار” ولكنهم أجمعوا على أن الشعار كان لإسقاط الأستاذ وليس لإسقاط النظام كما يعتقد المدير.
أصر طلاب الفصل السابع الأساسي على أنهم كانوا يرددون: “الفصل يريد إسقاط الأستاذ”. ومع ذلك ألقى المدير فيهم محاضرة في “الولاء والبراء” وسيلا من التوجيهات والتحذيرات زاد عليها عقوبة حرمانهم من خروج الراحة ومواصلة الدراسة حتى انتهاء الحصة الخامسة.
عند خروج الطلاب كان المدير بانتظارهم في ساحة المدرسة وقد أعد لهم وجبة مجانية من ساندويتشات الفاصوليا. بدا المدير ودودا مع الطلاب على غير العادة بينما كان الطلاب يتبادلون النظرات الحائرة ويلتهمون ابتساماتهم مع الساندويتشات التي تذوقوا معها حلاوة الشعار وسحر مفعوله. وفي طريق عودتهم من المدرسة كان العديد منهم يضربون مع بعضهم موعدا للتجمع وحضور المسيرة المقرر انطلاقها عصر ذلك اليوم للمطالبة بإسقاط النظام.
الطلاب الذين لا يتجاوز عمر أكبرهم الثانية عشرة يعرفون أن مدير المدرسة فاسد هو الآخر. لم يعرفوا ذلك من خلال الإعلام أو الشائعات بل يعتبرون أنفسهم ضحايا لفساده.
أثناء فراغهم يقومون بتطبيق ما تعلموه في مادة الرياضيات لحساب ما يكسبه المدير مما يفرض عليهم كرسوم للامتحانات مع أن المدرسة يتوفر بها أجهزة كمبيوتر وطابعة وآلة تصوير.
في كل امتحان يدفع كل طالب عشرة ريالات عن كل مادة عدد طلاب الفترة الصباحية 2000 طالب عدد الامتحانات في السنة ثمانية ” شهرية ونصفية ونهائية “ عدد المواد 6 مواد…
يختلف الطلاب على ناتج الضرب والقسمة ولكنهم يتفقون على فساد المدير الذي أصبح يمتلك سيارتين و”بيت مöلúكú” ـ كما يقولون.
الطالبات في الفترة المسائية أكثر حذرا من الطلاب في إعلان مواقفهن السياسية داخل المدرسة. ومع ذلك فقد وجدت طالبات الصف الخامس الأساسي اللائي كن يتعلمن “لأول مرة من الأستاذ المصري” درسا في مادة الرسم التي أدخلتها إدارة المدرسة لملء الفراغ الذي خلفه غياب عدد من المدرسين اليمنيين وجدت الطالبات في الرئيس المصري المخلوع هدفا سهلا ورددن في حضور الأستاذ المصري: “الشعب يريد إسقاط حسني مبارك” وفي كل مرة يصرخ فيهن الأستاذ: “اسكتي يا بت مöنك لöيúها! جاكوا القرف”. تضحك الطالبات من غرابة الألفاظ التي يرد بها الأستاذ عليهن فيعاودن الشعار لاستدراجه لتكرار الألفاظ: “اسكتي يا بت…”.
وكزملائهن الطلاب في الفترة الصباحية &