القائد الصامت .. محمد أبـــو لحـــوم

الشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشايف


الشيخ/ ناجي بن عبدالعزيز الشايف –
لقد مضى ما يقارب العشرين يوما على فراقنا لفقيدنا المرحوم اللواء محمد صالح أبو لحوم الذي عمل بصمت طوال حياته في الدفاع عن الوطن .. والذي لم يخسره أهله فقط.. بل خسره الشعب اليمني قائدا مدفعيا محنكا وسفيرا مثاليا .. مثل اليمن في باريس ..والذي كانت حياته حافلة بالعطاء والوفاء للشعب والوطن والمواطنين ..
-فقد عرفته نعم الأخ والقائد نعم الصديق نعم الوفي نعم المناضل المضحي بكل ما يملك لأجل راحة الآخرين .. حيث كان الرجل الذي إذا تحدث عن شيئ صدق وإذا قال كلمة فهو بعدها ولا يتراجع عن فعل الخير مهما كان حجم ذلك الخير فهو فقيد لجميع اليمنيين وكل من عرفه وعرف مواقفه المشرفة سواء وهو قائد عسكري أو قائد مدني .. لأنه كان القائد الصامت الذي خسرناه وخسره الوطن فعلا.
-عرفته يحمل جميع الصفات الإنسانية وبدون مجاملة .. فكان هادئا في تعامله مع الناس حكيما في تصرفاته وهو قائد عسكري أو وهو قائد مدني في مناصبه التي تقلدها كمحافظ لحجة أو كسفيرنا بباريس أو شيخا قبليا أو عضوا بمجلس الشورى .. ولو جلسنا نتحدث عن شخصية المرحوم لسنوات لما أعطيناه حقه في الوصف الحقيقي لأنه وبشهادة الجميع وأنا أحد المعاصرين له ولحياته النضالية كان شخصيه له صفاته الكريمة وملامحه البطولية تتحدث عن هذا البطل الذي عمل بصمت ولم يكل يوما أو يمل عن أداء واجبه الوطني دفاعا عن الوطن.
-عرفته وهو سفير بباريس كان يهتم بالجالية اليمنية المتواجدة هناك وكان يقدم للمغتربين هناك ما يحتاجونه من مساعدات ويذلل لهم الصعوبات التي كانت تواجههم وكان نعم السفير اليمني الذي مثل اليمن واليمنيين في بلاد المهجر حيث نقل صورة جميلة عن القادة العظماء اليمنيين وكان في ذلك المنصب يعتبر الرجل المناسب في المكان المناسب.
-عرفت اللواء القائد محمد صالح أبو لحوم قائدا عسكريا وهو قائد لكتيبة المدرعات والمدفعية وكان له مكانة كبيرة في بناء هذا الجيش وتنظيم هذا اللواء الهام وكان له مواقف كبيرة في بناء الوطن وكان في مقدمة الصفوف للمناضلين الأحرار القادة الذين دافعوا عن قيام الثورة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وفي كل الميادين القتالية فقد أثبت جدارته وهو قائد مدفعي محنك لا يشق له غبار.. لم يفرط أو يتهاون في استخدام اللواء الذي قاده ضد الوطن أو أتبع حزبا ما أو غيره.
-فبرحيل الفقيد خسرت اليمن خسارة فادحة وخسارة لكل أبناء الوطن في الداخل والخارج فوفاه المناضل الشهم الجسور اللواء محمد عبد الله أبو لحوم خسارة عظيمة على الوطن .. حيث يعد الفقيد من خيرة أبناء الوطن وقد كان رحمه الله في طلائع ميادين الشرف والبطولة والنضال والتضحية دائما..
-وما قدم المناضل الكبير المرحوم من بطولات يشهد لها القاصي والداني من النضال والقتال الشرس في لواء المدفعية والمناصب التي شغلها سواء كانت عسكرية أو مدنية ما هي إلا خير دليل على مسيرته النضالية في الثورة وفي الحروب التي خاضتها اليمن في حرب السبعين وغيرها من الملاحم العسكرية فكان هو القائد الذي لا يتقهقر في عزيمته وهمته وحبه للوطن ولليمن واليمنيين.
-فمثل هذا الرجل العظيم يكن له كل اليمنيين الود والاحترام والعرفان لما قدم من نضال حقيقي لا يعرفه إلا من شعر به وبتضحياته التي غمرت اليمنيين جميعهم.. وهو الذي سنتذكره طوال حياتنا .. وإلى حد الآن لم نصدق بأنه توفي أو فارق الحياة لأنه كان يضحك في وجوده وفي خلفه لا يبالي بأي مهام وكان همه الوحيد اليمن وأمنها وأهلها وجيرانها.
-وبذلك ما نقول إلا أننا نعزي أنفسنا أولا بفقدانه ونتقدم بأحر التعازي وعظيم المواساة إلى الأخ الشيخ سنان عبد الله أبو لحوم شقيق المرحوم وإلى نجل الفقيد غسان محمد عبد الله أبو لحوم وكافة أسرة آل أبو لحوم بهذا المصاب الجلل.
-ونتمنى من جميع القادة العسكريين أو المدنيين باليمن أن يحذوا حذو سيرة وتاريخ المرحوم اللواء محمد صالح أبو لحوم الذي حظي بسمعة جيدة في حياته ومماته وعليهم الاقتداء بتعاملاته وسيرته النضالية مع المواطنين وإخلاصه للوطن وحبه لأرض اليمن وحبه لليمنيين رحمة الله تغشاه وتغمده بواسع الرحمة وفسيح جنات .. والله من وراء القصد.