نمـــــور المؤتمــــر !

أحمد عبدالله الشاوش

 - منذ نشأته عام 1982م كمظلة لجميع التنظيمات السياسية وحفاظا على أمن واستقرار اليمن وخوفا من تنامي العمل السياسي السري خصوصا في السبعينات وبداية الثمانينات ومحاولة اللعب تحت الطاولة وما يدور في دهاليزه المرعبة من أخطار
أحمد عبدالله الشاوش –
منذ نشأته عام 1982م كمظلة لجميع التنظيمات السياسية وحفاظا على أمن واستقرار اليمن وخوفا من تنامي العمل السياسي السري خصوصا في السبعينات وبداية الثمانينات ومحاولة اللعب تحت الطاولة وما يدور في دهاليزه المرعبة من أخطار قد تعصف باليمن ونظام الحكم نتيجة تهور تلك القوى النائمة والمحظورة قانونا في تلك المرحلة الحرجة والتأثر ببعض الاتجاهات السياسية وأفكارها وبرامجها الثورية وما أفرزته الحرب الباردة بين القطبين الروسي والأمريكي ومحاولة كل منهما السيطرة واستقطاب الكثير من الشباب والقيادات العربية ومنها المبعوثون للدراسة في الخارج بالإضافة إلى تأثير وسائل الإعلام العربية الثورية ووسائل إعلام الدول الكبرى الموجهة للداخل التي تحمل في جعبتها جرعات من الرؤى والأفكار التي أثرت في الكثير ورأوا فيها مخرجا من التخلف الذي تعيشه اليمن وتفهما للواقع وخطورته ومنعا لحدوث انقلابات نتيجة للصراع السياسي بأدوات ثقافية توافرت الإرادة السياسية لدى الرئيس السابق علي عبدالله صالح حينذاك التوجه الجاد نحو إعلان المشاركة السياسية علنيا في إطار »المؤتمر الشعبي العام« كخطوة أولى جريئة شهد لها الغرب والشرق وأصبح الميثاق الوطني برنامجا للعمل السياسي والذي جاء خلاصة لأفكار وتفاعلات القوى السياسية وما تميز به من وسطية وتجسيدا للعمل الديمقراطي وتعزيزا للمشاركة السياسية وبهذه الرؤية الصادقة والثاقبة والقفزة الجريئة استطاع الرئيس السابق صالح أن ينأى باليمن بعيدا عن الفوضى وأن يرسي دعائم الحرية كأول رئيس عربي رغم استياء الكثير من القيادات العربية وخاصة دول الجوار التي لا تؤمن بالحرية ومناخاتها وحدد كل يوم خميس من كل أسبوع في مؤسسات الدولة لقراءة ومناقشة الميثاق الوطني لإرساء وتعزيز الثقافة والتعود على الممارسة السياسية وكانت بداية فريدة ينظر إليها الجميع بعين الإعجاب والتقدير وقد وجد الكثير من قيادات وخلايا الأحزاب اندماجهم في المؤتمر الشعبي فرصة ومتنفسا لهم وسلما للوصول إلى كراسي السلطة بكل سهولة ومنجما للإثراء حتى صار المؤتمر مع الأسف الشديد أشبه بالطابور الخامس يحمل الكثير من قياداته أكثر من ولاء وأكثر من شريحة وأعتقد الرئيس السابق صالح بذوبان وانصهار كافة القوى السياسية في تربة المؤتمر رغم المزايا والاغراءات لكنهم كانوا أشبه بالمواد البلاستيكية غير القابلة للتحلل السياسي مما جعل من حزب المؤتمر أضعف من خيوط العنكبوت وتحول من غطاء سياسي للحاكم إلى غطاء سياسي لجميع التنظيمات السياسية وملعبا للصراع السياسي ومخترقا على مستوى القيادة والتكوينات والفروع من جميع الأحزاب رغم أن هذا يتنافى مع أبجديات العملية السياسية خصوصا بعد الاعتراف بالأحزاب قانونا وفقا للقرار الجمهوري رقم 109 لسنة 1995م.
وبالرغم من ذلك فإن سر بقائه يتمثل في وفاء قواعده الشريفة التي تؤمن بوسطيته رغم مرارتها من التصرفات غير المسؤولة للكثير من قياداته الانتهازية وسوء إدارتها لمؤسسات الدولة مما أثر على سمعة ذلك الحزب العريق وحب الفئة الصامتة التي ترى فيه أهون الضررين ومما ساعد في سرعة انهياره ودخوله غرفة العناية المركزة سيطرة معظم قياداته المحنطة المعاد تصنيعها بأكثر من ايدلوجي المغردة في وادي وقواعدها في وادي اخر كما ان تصعيد بعض القيادات المحسوبة على الجانب القبلي والديني وغيره التي لم تبلغ سن الرشد السياسي وقصارهم أو تلك التي ماتزال تعيش وهم الماضي وعقليته المنتهية الصلاحية إلى عضوية اللجنة الدائمة أو الأمانة العامة قد ولد سخطا كبيرا لدى قواعده وهاماته الشريفة التي لا تؤمن بلغة الصفقات والمصالح أو الابتذال على حساب التنظيم وإنما تؤمن بالثوابت الوطنية مها كلف الثمن ونتيجة لتلك الفوضى والتخبط كشفت ثورة أو أزمة الربيع الدامي عن مدى هشاشة النظام وسرعة انهيار واجهته السياسية نتيجة الصدمة الشديدة لقياداته الغارقة في العسل والتي اتضح أنها لا تملك رؤية لإدارة أزمة مابالك باستراتيجية لذلك فرض الواقع المرير علي عبدالله صالح أن يدير الأزمة بنفسه إلى جانب بعض الشرفاء وفي طليعتهم الأستاذ عبده الجندي الذي يمثل لسان المؤتمر وضمير وطن في حين صارت معظم قيادات المؤتمر أشبه بنمور آسيا بدليل احتضانها اليوم في تكويناته ووسائل إعلامه اليوم الجديدة جماعات نهشت في عرضه وناصبته العداء ووصمته وقياداته بحزب القتلة والسفاحين وسفاكي الدماء ويحملون عضويات الآخر المنتقم ويحصلون على أموال لم يحلم بها الكثير منهم في مؤسساتهم وصحفهم الأخرى في حين أن كوادر المؤتمر الاعلامية وغير الاعلامي

قد يعجبك ايضا