أعمال صبيانة !

خليل المعلمي


 - تظهر على الواقع ثقافة من نوع جديد ليست من ثقافتنا ولا عاداتنا ولا قيمنا ولا من أخلاقنا أو حتى من عادات وأخلاق أجدادنا فقد سيطرت هذه الثقافة على حياتنا في وقتنا الحالي وفي السابق وكان ضحيتها معظم الشباب في المدن وفي الأرياف تأصلت لديهم ونمت في ظل غياب مسؤوليات النخبة تجاه توعية المجتمع بكافة شرائحه
خليل المعلمي –

تظهر على الواقع ثقافة من نوع جديد ليست من ثقافتنا ولا عاداتنا ولا قيمنا ولا من أخلاقنا أو حتى من عادات وأخلاق أجدادنا فقد سيطرت هذه الثقافة على حياتنا في وقتنا الحالي وفي السابق وكان ضحيتها معظم الشباب في المدن وفي الأرياف تأصلت لديهم ونمت في ظل غياب مسؤوليات النخبة تجاه توعية المجتمع بكافة شرائحه بمن فيهم الشباب وكذلك في ظل وجود ثقافة مجتمعية تميل إلى الفرد والقبيلة والشيخ والطائفة والحزب والتنظيم أكثر من ميلها إلى الوطن والمجتمع للقيام على خدمتهما بكافة الأشكال والطرق.
وهذه الثقافة تعتمد بالأساس على اللامبالاة والتقطع والتشدد والإنجرار أمام الرأي المنفرد ويغيب عنها حب الوطن والمجتمع والبعد عن القيم النبيلة وقطع الطريق تحت أي مبرر كان والمناكفات وعدم احترام النظام والقانون وجميعها أعمال صبيانية لا تمت إلى المسؤولية بشيء بل وتضر الآخرين الأبرياء أيما ضرر وقد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.
تطالعنا وسائل الإعلام المختلفة هنا وهناك عن تقطعات للطرق الرئيسية التي تصل العاصمة بمدن أخرى أو تصل مدنا رئيسية أخرى بأخواتها على أرض وطننا الحبيب وبأسباب واهية فقطع الطريق لا يمكن أن يبرر له ولا أن يسمح له بالتكرار مهما كان وكذلك تصل إلى مسامعنا وتراها أعيننا على الشاشات أخبار اعتداءات متكررة على كل ما هو جميل في هذا الوطن ونتمنى أن نصحو كل يوم على غير مثل هذه الأخبار.
وبالطبع فليس كل الشباب قد تشرب تلك الثقافة ولكن البعض منهم وهذا ما يظهره الحال والواقع خاصة في ظل الظروف المعيشية الحالية وغياب فرص العمل المتكافئة وما يلبي تطلعات الشباب واهتماماتهم مع ضبابية المستقبل الذي ينتظرهم.. على الرغم من الانفتاح الكبير مع وسائل الإعلام والاتصال المحلية والعالمية التي لم تشفع بشيء تجاه انتشار هذه الثقافة.
وعلى الرغم من مرور خمسين عاما على قيام الثورة اليمنية وأكثر من عقدين على إعلان الوحدة اليمنية إلا أن هذه الثقافة في اتساع دائم وانتشار غير مشهود ولا نظير له.
ويبدو أن مؤسسات الدولة المختلفة والمعنية بالشباب وإبداعاتهم واهتماماتهم وكذلك الفعاليات الحزبية والشخصيات الاجتماعية جميعا لم تستطع الوقوف أمام هذا المد الثقافي الغريب على بلدنا ولم توفر وسائل الردع المطلوبة لتؤصل لثقافة تخدم المجتمع وتبني جيلا يستطيع بناء مستقبله بل على العكس من ذلك كانت بعض تلك الجهات سببا في استشراء هذه الثقافة.
ويظهر ذلك مؤخرا في تبني مشاريع عدائية سواء قطع الطرقات أو الاعتداء على الآخرين وذلك كله بعيد كل البعد عن الأخلاق والدين والشرع والقانون.
وفي مقابل ذلك لم تظهر أجهزة الدولة المختلفة أي أدوار إيجابية تجاه هذه الثقافة بل أدارت لها ظهرها وجعلتها تتنامى حتى تصل إلى ذروتها خلال هذه الأيام.
وفي أحيان أخرى تظهر آثار تلك الثقافة على قارعة الخطوط الطويلة وفي وضح النهار لتكون المفاجأة للمسافرين ويجدون أنفسهم حبيسي الجبال والسهول لساعات طويلة دون أي تدخلات حازمة وسريعة من أجهزة الدولة فلا يجد الإنسان البسيط إلا أن يتحمل كافة الخسائر حتى ولو كانت حياته.
وكما كان الحزم وتفعيل القانون والتكاتف تجاه تنظيم القاعدة في أبين وشبوة فلا بد من أن يكون الحزم مطلوبا أكثر تجاه أي تهديد لأمن واستقرار وحياة وتنقل المواطن في أي منطقة على أرض وطننا الحبيب.

Kho2002us@gmail.com

قد يعجبك ايضا