مع الطلاب في الاختبارات
هشام عبدالله الحاج
هشام عبدالله الحاج –
ما إن تبدأ اختبارات الثانوية العامة حتى يتزايد القلق يوما بعد يوم حول مستقبل أبنائنا الطلاب كون الوضع تغير والطالب الذي لا يحصل على معدل جيد كالطالب الراسب تماما لأن صاحب المعدل الصغير لا يمكن أن يتأهل في أي جامعة ما لم يكن صاحب رأس مال قادرا على الدراسة في الجامعات الخاصة وخصوصا في الوضع الحالي الذي تمر به البلاد لكن المسألة هنا هي أن الطالب نفسه من يحدد مستواه من بداية العام من خلال متابعة دروسه أولا بأول وأنا هنا أود أن أقول مع رغم الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد وأقصد بذلك الظروف السياسية بالذات وقدعادت حليمة لعادتها القديمة في ضرب الكهرباء وكثرة انقطاع التيار الكهربائي بل أننا إصبحنا لا نرى الكهرباء إلا كالأحلام بضع دقائق معلومة يتضارب الناس حولها كل يريد قضاء حاجته كونها أصبحت من الضروريات التي لا غنى للإنسان عنها واليوم ومع موعد اختبارات الشهادة الثانوية والأساسية واختبارات الجامعة عدنا إلى عصر ما قبل الثورة ثورة سبتمبر وأكتوبر في الاعتماد على الفوانيس إلا أن هناك البعض من يمتلك الماطور الصيني والغالبية العظمى يعتمد على الخازنات الكهربائية هذا في المدن أما في الريف فهم في عصر البادية لكن لكل مجتهد نصيب والطالب المثالي من تعد الأيام القليلة أو فترة الاختبارات مجرد فترة للمراجعة واستذكار ما كان قد رسخه في السابق من خلال متابعته اليومية لدروسه وليس ذلك إلا لأنه يعلم أن الفرصة في البداية خير من النهاية وكلما استخدم الوقت خدمه وفي هذه الحالة الكهرباء في الأخير لم تعد تفيده ولا تسبب له قلقا كونه قد أخذ وقته أثناء فترة الدراسة.
وهناك مواقف الآباء الذين يسيطر عليهم القلق أكثر من الأبناء طلاب الثانوية أنفسهم قلق على مستقبل أبنائهم أكثر من الأبناء أنفسهم وذلك لأنهم قد عرفوا المسؤولية التي ستقع على أبنائهم في المستقبل وهي نفس المسؤولية التي تحملوها ولذلك كما يقال في المثل »أقدم منك بيوم أعرف منك بسنة« ولذلك تجدهم لا يبخلون بالنصح لأبنائهم مع قلقهم الشديد فكلما مر يوم كلما كانوا أشد خوفا من اليوم الذي قبله وترى ألسنتهم تلهج بالدعاد لهم ويسخرون كل الإمكانيات من أجلهم ويسعون في طلب الراحة لهم وتوفير الأجواء المناسبة في سبيل حصولهم على أعلى النسب وهنا أذكر كيف كان الوالد حفظه الله ولا يزال يرعانا بنصحه ومما كان يقول لنا في العلم ((يا بني اخدم العلم يخدمك)) وهي حقيقة من خدم العلم في البداية يخدمه في النهاية ولينظر كل واحد إلى مستقبل من اجتهدوا في مراحلهم العلمية وخدموا العلم من خلال الجد والاجتهاد ووصلوا إلى أعلى المراتب العلمية العليا فهذا طبيب وهذا مهندس وهذا أستاذ جامعي وهذا… إلى ما إلى ذلك من الألقاب والمناصب التي